الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر خيله ، عليه أفضل الصلاة والسلام ، وما له من الدواب والنعم

* السكب : وكان اسمه قبل أن يشتريه : الضرس ، اشتراه بعشر أواق ، أول ما غزا عليه ، صلى الله عليه وسلم ، أحدا ، ليس للمسلمين غيره .

* وفرس أبي بردة بن نيار ، ويسمى : ملاوح ، وكان أغر ، محجلا ، طلق اليمين ، كميتا ، وقيل : كان أدهم ، روي ذلك عن ابن عباس .

شبه بفيض الماء وانسكابه . والضرس : الصعب السيئ الخلق . والملاوح : الضامر ، الذي لا يسمن ، والعظيم الألواح ، وهو الملواح أيضا .

* وكان له فرس ، يقال له : المرتجز ، سمي بذلك لحسن صهيله ، كأنه ينشد رجزا ، وكان أبيض ، وهو الذي شهد له فيه خزيمة بن ثابت ، فجعل شهادته شهادة رجلين ، وقيل : هو الطرف - بكسر الطاء المهملة - نعت المذكر خاصة ، وقيل : هو النجيب ، والطرف ، والنجيب : الكريم من الخيل .

وكان له أيضا : اللحيف ، ولزاز ، والظرب . فأما اللحيف فأهداه له ربيعة بن أبي البراء ، وأما لزاز فأهداه له المقوقس ، وأما الظرب فأهداه له فروة بن عمرو الجذامي .

اللحيف : فعيل بمعنى فاعل ، كأنه يلحف الأرض بذنبه ، وقيل فيه : بضم اللام وفتح الحاء على التصغير . ولزاز : من قولهم : لاززته ، أي : لاصقته ، كأنه يلتصق بالمطلوب لسرعته . وقيل : لاجتماع خلقه . والملزز : المجتمع الخلق . والظرب : واحد الظراب ، وهي [ ص: 421 ] الروابي الصغار ، سمي به لكبره وسمنه ، وقيل : لقوته وصلابته .

* وفرس يقال له : الورد ، أهداه له تميم الداري ، فأعطاه عمر بن الخطاب ، فحمل عليه في سبيل الله ، ثم وجده يباع برخص ، فقال له : لا تشتره .

والورد : لون بين الكميت والأشقر .

* وفرس يدعى سبحة ، من قولهم : فرس سابح . إذا كان حسن مد اليدين في الجري ، وسبح الفرس : جريه .

قال شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي ، رحمه الله ، فهذه سبعة متفق عليها : وهي : السكب ، والمرتجز ، واللحيف ، ولزاز ، والظرب ، والورد ، وسبحة . وكان الذي يمتطي عليه ويركب : السكب . وقيل : كانت له أفراس أخر غيرها ، وهي : الأبلق ، حمل عليه بعض أصحابه ، وذو العقال ، وذو اللمة ، والمرتجل ، والمرواح ، والسرحان ، واليعسوب ، واليعبوب ، والبحر - وهو كميت - والأدهم ، والشحا ، والسجل ، وملاوح ، والطرف ، والنجيب . هذه خمسة عشر مختلف فيها .

وذكر السهيلي في خيله ، عليه الصلاة والسلام : الضريس . وذكر ابن عساكر فيها مندوبا .

وذو العقال - بضم العين - وبعضهم يشدد قافه ، وبعضهم يخففها . وهو ظلع في قوائم الدواب . واللمة : بين الوفرة والجمة ، فإذا وصل شعر الرأس إلى شحمة الأذن ، فهي وفرة ، فإذا زادت حتى ألمت بالمنكبين ، فهي لمة ، فإذا زادت فهي جمة . والارتجال : خلط الفرس العنق بالهملجة ، وهما ضربان من السير . والمرواح : من الريح لسرعته . والسرحان : الذئب ، وهذيل تسمي الأسد سرحانا . واليعسوب : طائر ، وهو أيضا أمير النحل . والسيد : يعسوب قومه ، واليعسوب : غرة تستطيل في وجه الفرس . واليعبوب : الفرس الجواد ، وجدول يعبوب : شديد الجري . والشحا من قولهم : فرس بعيد الشحوة ، أي بعيد الخطوة . ومندوب : من ندبه فانتدب ، أي دعاه فأجاب . [ ص: 422 ]

وأما البغال والحمر : فكانت له :

* بغلة شهباء يقال لها : دلدل ، أهداها له المقوقس مع حمار يقال له : عفير .

* وبغلة يقال لها : فضة ، أهداها له فروة بن عمرو الجذامي ، مع حمار يقال له : يعفور ، فوهب البغلة لأبي بكر الصديق ، رضي الله عنه .

* وبغلة أهداها له ابن العلماء صاحب أيلة .

* وبعث صاحب دومة الجندل إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ببغلة وجبة من سندس .

* وقيل : أهدى له كسرى بغلة ولا يثبت .

* وعن ابن عباس ، أهدى النجاشي إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بغلة فكان يركبها . فهذه ست .

وأما النعم ، فكانت له :

* ناقته التي هاجر عليها تسمى القصواء ، والجدعاء ، والعضباء ، وكانت شهباء .

* وعن قدامة بن عبد الله ، قال : رأيت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في حجته يرمي على ناقة صهباء . والصهباء : الشقراء .

وعن نبيط بن شريط قال : رأيت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في حجته على جمل أحمر .

* وبعث ، عليه الصلاة والسلام ، خراش بن أمية يوم الحديبية إلى قريش على جمل يقال له : الثعلب .

* وكان في هديه عام الحديبية جمل كان لأبي جهل ، في رأسه برة من فضة ، غنمه يوم بدر ، ليغيظ به المشركين ، وكان مهريا . [ ص: 423 ]

* وكانت له عشرون لقحة بالغابة ، وهي التي أغار عليها عيينة بن حصن الفزاري ، وقد سبق خبرها .

* ولقحة : غزيرة ، تحلب كما تحلب لقحتان غزيرتان ، أهداها له الضحاك بن سفيان .

* وكانت له خمس عشرة لقحة بذي الجدر ، يرعاها يسار ، أغار عليها العرنيون ، وقد تقدم الخبر عن ذلك .

* وكانت له بذي الجدر أيضا : سبع لقائح .

* وكانت له لقحة تسمى الحفدة . والحفدة : السريعة .

* ومهرية ، بعث إليه بها سعد بن عبادة من نعم بني عقيل .

* وكانت له لقحة تسمى مروة .

* وكان له ، صلى الله عليه وسلم ، من الغنم مائة شاة ، لا يريد أن تزيد على ذلك ، كلما ولد الراعي بهمة ذبح مكانها شاة .

* وكانت له شاة تسمى غوثة ، وقيل : غيثة .

* وشاة تسمى قمر .

* وعنز تسمى اليمن .

* وكانت له سبعة أعنز منائح ترعاهن أم أيمن .

وأما البقر ، فلم ينقل أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ملك منها شيئا .

*** [ ص: 424 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية