الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 10106 ] أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل الماسرجسي ، حدثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، حدثنا الحسن بن عبد الصمد القهندزي ، حدثنا أبو الصلت الهروي ، أخبرنا يوسف بن عطية ، حدثنا ثابت ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فاستقبله شاب من الأنصار يقال له : حارثة بن النعمان ، فقال له : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انظر ما تقول ، فإن لكل حق حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ " قال : فقال : عزفت نفسي عن الدنيا ، فأسهرت ليلي ، وأظمأت نهاري ، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وكأني أنظر إلى أهل النار كيف يتعادون فيها ، قال : فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " أبصرت فالزم ، - مرتين - عبد نور الله الإيمان في قلبه " قال : فنودي يوما في الخيل : يا خيل الله اركبي ، فكان أول فارس ركب وأول فارس استشهد ، فجاءت أمه [ ص: 159 ] إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، أخبرني عن ابني حارثة أين هو ؟ إن يكن في الجنة لم أبك ولم أحزن ، وإن يكن في النار بكيت ما عشت في الدنيا ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أم حارثة إنها ليست بجنة ، ولكنها جنان ، وحارثة في الفردوس الأعلى " قال : فانصرفت وهي تضحك وتقول : بخ بخ لك يا حارثة .

كذا قال : حارثة بن النعمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية