الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 10174 ] أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة ، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه ، حدثنا أحمد بن نجدة ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، حدثني مطعم بن مقدام الصنعاني ، عن محمد بن واسع قال : كتب أبو الدرداء إلى سلمان : أما بعد ، يا أخي اغتنم صحتك وفراغك من قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع أحد من الناس رده ، يا أخي اغتنم دعوة المؤمن المبتلى ، ويا أخي ليكن المسجد بيتك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " المسجد بيت كل تقي وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح والراحة ، والجواز على الصراط إلى رضوان الرب " ويا أخي أدن اليتيم منك ، وامسح برأسه ، والطف به ، وأطعمه من طعامك ؛ فإن ذلك يلين قلبك ، ويدرك حاجتك ، ويا أخي إياك أن تجمع من الدنيا ما لا يؤدى شكره ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يؤتى بصاحب المال الذي أطاع الله فيه وماله بين [ ص: 196 ] كتفيه كلما تكفأ به الصراط ، فقال له ماله امض فقد أديت حق الله في ، ثم يجاء بصاحب المال الذي لم يطع الله فيه ، وماله بين كتفيه كلما تكفأ به الصراط قال له ماله : ويلك ألا أديت حق الله في ، فما يزال كذلك حتى يدعو بالويل والثبور " ويا أخي ، إني أنبئت أنك ابتعت خادما ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " العبد من الله وهو منه ما لم يخدم ، فإذا خدم وقع عليه الحساب وإن أم الدرداء سألتني أن أشتري لها خادما ، وكنت بذلك موسرا ، وإني خفت الحساب " ويا أخي إن لي ولك أن نلقى الله غدا ولا حساب علينا ، وإن عشنا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم دهرا طويلا والله أعلم بما أحدثنا والسلام .

[ 10175 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله الصنعاني ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن صاحب له ، أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان فذكره بمعناه وفي آخره : يا أخي ، لا تغترن بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فإنا قد عشنا بعده دهرا طويلا والله أعلم بالذي أصبنا بعده .

[ ص: 197 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية