الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 10574 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا عباس بن محمد الدوري ، حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا عبد الله بن وهب ، حدثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء ، عن السائب بن مهجان من أهل الشام من أهل إيلياء وكان قد أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره قال : لما دخل عمر رضي الله عنه الشام حمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وأمر بالمعروف ، ونهى عن المنكر ، ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا خطيبا ، فأمر بتقوى الله ، وصلة الرحم ، وإصلاح ذات البين ، وقال : " عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ، وإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، لا يخلون رجل بامرأة ؛ فإن الشيطان ثالثهما ، ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو أمارة المسلم المؤمن ، وأمارة المنافق الذي لا تسوءه سيئته ولا تسره حسنته ، وإن عمل خيرا لم يرج من الله في ذلك ثوابا ، وإن عمل شرا لم يخف من الله في ذلك الشر عقوبة ، وأجملوا في طلب الدنيا ؛ فإن الله قد تكفل بأرزاقكم ، وكل ميسر له عمله الذي كان عاملا ، استعينوا بالله على أعمالكم ؛ فإنه يمحو ما يشاء ويثبت ، وعنده أم الكتاب " صلى الله على نبينا محمد وآله وعليه السلام ورحمة الله والسلام عليكم هذه خطبة عمر بن الخطاب على أهل الشام أثرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 427 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية