[ 10462 ] سمعت الإمام أبا الطيب سهل بن محمد بن سليمان ، يقول : سمعت والدي يقول : سمعت بعض أهل الأدب يقول عن nindex.php?page=showalam&ids=11970أبي حاتم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة معمر [ ص: 345 ] بن المثنى قال : سئل يونس بن حبيب النحوي عن المثل المشهور كمجير أم عامر قال : خرج فتيان من العرب للصيد ، وأثاروا ضبعا ففلتت من أيديهم ، ودخلت خباء لبعض العرب ، فخرج إليهم ، فقال : والله لا تصلون إليها ، وقد استجارت بي فخلوه وإياها ، فلما انصرفوا عمد الرجل إلى خبز وسمن فثرده وقربه إليها فأكلت ، حتى شبعت ، وتمددت في جانب الخباء وغلب الأعرابي النوم ، فلما استثقل ، وثبت إليه ، فقرصت حلقه ، وتفرثت بطنه ، وأكلت حشوته ، وخرجت تسعى ، وجاء أخو المقتول فلما نظر إليه أنشأ يقول :

nindex.php?page=treesubj&link=19912

ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر     أعد لها لما استجارت ببيته
قراها من الما واللقاح العزائر     فأشبعها حتى إذا ما تملأت
فرته بأنياب لها وأظافر     فقل لذوي المعروف هذا جزاؤك
يجود بمعروف إلى غير شاكر .

[ 10462 ] سَمِعْتُ الْإِمَامَ أَبَا الطِّيبِ سَهْلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ وَالِدِي يَقُولُ : سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْأَدَبِ يَقُولُ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=11970أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ [ ص: 345 ] بْنِ الْمُثَنَّى قَالَ : سُئِلَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ النَّحْوِيُّ عَنِ الْمِثْلِ الْمَشْهُورِ كَمُجِيرِ أُمِّ عَامِرٍ قَالَ : خَرَجَ فِتْيَانٌ مِنَ الْعَرَبِ لِلصَّيْدِ ، وَأَثَارُوا ضَبُعًا فَفَلَتَتْ مِنْ أَيْدِيهِمْ ، وَدَخَلَتْ خِبَاءً لِبَعْضِ الْعَرَبِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَيْهَا ، وَقَدِ اسْتَجَارَتْ بِي فَخَلَّوْهُ وَإِيَّاهَا ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا عَمَدَ الرَّجُلُ إِلَى خُبْزٍ وَسَمْنٍ فَثَرَدَهُ وَقَرَّبَهُ إِلَيْهَا فَأَكَلَتْ ، حَتَّى شَبِعَتْ ، وَتَمَدَّدَتْ فِي جَانِبِ الْخِبَاءِ وَغَلَبَ الْأَعْرَابِيَّ النَّوْمُ ، فَلَمَّا اسْتَثْقَلَ ، وَثَبَتْ إِلَيْهِ ، فَقَرَصَتْ حَلْقَهُ ، وَتَفَرَّثَتْ بَطْنَهُ ، وَأَكَلَتْ حَشْوَتَهُ ، وَخَرَجَتْ تَسْعَى ، وَجَاءَ أَخُو الْمَقْتُولِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَنْشَأَ يَقُولُ :

nindex.php?page=treesubj&link=19912

وَمَنْ يَصْنَعِ الْمَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ يُلَاقِي الَّذِي لَاقَى مُجِيرُ أُمِّ عَامِرِ     أَعَدَّ لَهَا لَمَّا اسْتَجَارَتْ بِبَيْتِهِ
قِرَاهَا مِنَ الْمَا وَاللِّقَاحِ الْعَزَائِرِ     فَأَشْبَعَهَا حَتَّى إِذَا مَا تَمَلَّأَتْ
فَرَتْهُ بِأَنْيِابٍ لَهَا وَأَظَافِرِ     فَقُلْ لِذَوِي الْمَعْرُوفِ هَذَا جَزَاؤُكَ
يَجُودُ بِمَعْرُوفٍ إِلَى غَيْرِ شَاكِرٍ .