الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 10110 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق ، أخبرنا موسى بن إسحاق الأنصاري ، حدثنا عبد الله بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن عبد الله بن عبيد القرشي ، عن عبد الله بن عكيم ، قال : خطبنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله ، وأثنى عليه ، بما هو له أهل ، ثم قال : أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو له أهل ، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة ، فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال لهم : ( كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) .

ثم اعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم ، وأخذ على ذلك مواثيقكم ، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي ،
وهذا كتاب الله فيكم لا يطفأ نوره ، ولا تنقضي عجائبه ، واستضيئوا بنوره ، وانتصحوا كتابه ، واستضيئوا منه ليوم الظلمة ، فإنه إنما خلقكم لعبادته ، ووكل بكم كراما كاتبين ، يعلمون ما تفعلون ، ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه ، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا ، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله ، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم ، وتردكم إلى أسوأ أعمالكم ، فإن أقواما جعلوا [ ص: 163 ] آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم ، فالوحاء الوحاء ثم النجا النجا فإن وراءكم طالبا حثيثا مره سريع " .

التالي السابق


الخدمات العلمية