الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 10268 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا سعيد بن عامر ، عن جويرية بن أسماء ، عن أبي معدان ، قال سعيد بن عامر وقد رأيت أبا معدان عن عون بن عبد الله : أن ملكا ابتنى مدينته فتنوق في بنائها ، وصنع طعاما ، ودعا الناس فأقعد ناسا على أبوابها ، يسألون كل من مر بهم هل رأيتم عيبا ؟ فيقولون : لا ، حتى كان آخر من مر بهم شباب عليهم أكسية ، فقال لهم : هل رأيتم عيبا ؟ فقالوا : رأينا عيبين اثنين فحبسوهم ، ودخلوا على الملك ، فذكروا له ذلك ، فقال : ما كنت أرضى بواحدة ، فأدخلوهم عليه ، قال : رأيتم عيبا ؟ قالوا : رأينا [ ص: 243 ] عيبين اثنين ، قال : ما كنت أرضى بواحدة فما هما ؟ قالوا : تخرب ويموت صاحبها ؟ قال : فتعلمون دارا لا تخرب ولا يموت صاحبها قالوا : نعم ، الجنة ، قال : فدعوه فاستجاب ، فقال : إن خرجت معكم علانية لم يدعني أهل مملكتي ، فواعدهم ميعادا ، فتنكر وخرج معهم وكان يتعبد معهم ، قال : فبينا هو ذات يوم إذ قال : عليكم السلام قالوا : ما لك رأيت منا شيئا تكرهه ؟ قال : لا ، ولكن أنتم تعرفون حالي التي كنت عليها ، فأنتم تكرمونني لذلك أنطلق فأكون مع قوم لا يعرفون حالي التي كنت عليها ، فأتعبد معهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية