الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 10009 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر ، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي حدثنا إسحاق الحنظلي ، حدثنا عمرو بن محمد القرشي ، حدثنا أسباط الهمداني ، عن السدي [ عن أبي سعيد الأزدي عن أبي الكنود ] عن خباب بن الأرت ، في قوله عز وجل : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) جاء الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن الفزاري ، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بلال وصهيب وعمار وخباب قاعدا في ناس من الضعفاء ، فلما رأوهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حقروهم ، فأتوه ، وقالوا : إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف العرب لنا به فضلا ؛ فإن وفود العرب تقدم عليك فنستحي مع هؤلاء الأعبد ، فإذا جئناك فأقمهم عنا ، وإذا [ ص: 97 ] خرجنا نحن فاقعد معهم إن شئت ، فقال : " نعم " قالوا : فاكتب لنا عليك به كتابا ، قال فدعا بالصحيفة ، ودعا عليا ليكتب ، قال : ونحن جلوس في ناحية فنزل جبريل عليه السلام فقال : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) الآية ثم ذكر الأقرع وعينيه فقال : ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ) .

ثم قال : ( وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ) .

فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة ، ودعا لهم وقال لهم : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) قال : فيومئذ وضعنا ركبنا ، وكان يجلس فإذا أراد القيام قام وتركنا فأنزل الله عز وجل : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم ) ولا تجالس الأشراف . ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) .

يعني الأقرع وعيينة ، قال : ثم ضرب لهم مثل الحياة الدنيا ومثل الرجلين ، فكنا نقعد بعد ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا بلغ الساعة التي يريد أن يقوم فيها قمنا ، وتركناه حتى يقوم .


التالي السابق


الخدمات العلمية