الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  332 6 - ( حدثنا حجاج قال : أخبرنا شعبة أخبرني الحكم عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال عمار بهذا ، وضرب شعبة بيديه الأرض ثم أدناهما من فيه ثم مسح وجهه وكفيه ) . [ ص: 21 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 21 ] قد ذكرنا أن البخاري أخرج هذا الحديث في هذا الباب عن ستة من المشايخ ، الأول موقوف يرويه عن حجاج بن منهال إلى آخره ، وأخرجه الطحاوي ، حدثنا محمد بن خزيمة قال : حدثنا حجاج قال : حدثنا شعبة قال : أخبرني الحكم عن ذر عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عمار - رضي الله تعالى عنه - " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : إنما كان يكفيك هكذا ، وضرب شعبة بكفيه إلى الأرض وأدناهما من فيه فنفخ فيهما ثم مسح وجهه وكفيه " ثم قال الطحاوي هكذا ، قال محمد بن خزيمة : في إسناد هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه ، وإنما هو عن ذر عن ابن عبد الرحمن عن أبيه ، قال بعضهم أشار الطحاوي إلى أنه وهم فيه لأنه أسقط لفظة ابن ولا بد منها ؛ لأن أبزى والد عبد الرحمن لا رواية له في هذا الحديث ( قلت ) رواية محمد بن خزيمة المذكورة تبتنى على صحة قول من يقول إن أبزى والد عبد الرحمن صحابي ، وهو قول ابن منده فإنه جعله من الصحابة ، وروى بإسناده عن هشام عن عبيد الله الرازي عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حبان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه " عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه خطب للناس قائما ثم قال : ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ، ولا يفقهونهم ، ولا يعظونهم ، ولا يأمرونهم ، ولا ينهونهم " الحديث ، ورواه إسحاق بن راهويه في المسند عن محمد بن أبي سهل عن بكير بن معروف عن مقاتل عن علقمة بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا ، وقد رده أبو نعيم عليه ، وقال : ذكر ابن منده أن البخاري ذكره في كتاب الوحدان ، وأخرج له حديث أبي سلمة عن ابن أبزى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل فيه : عن أبيه ، وقال ابن الأثير : أبزى والد عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي ذكره البخاري في الوحدان ، ولا يصح له صحبة ولا رواية ، ولابنه عبد الرحمن صحبة ورواية .

                                                                                                                                                                                  ( قلت ) وكذلك لم يذكر أبو عمر أبزى في الصحابة ، وإنما ذكر عبد الرحمن لأنه لم يصح عنده صحبة أبزى ، ومع هذا وقع الاختلاف في صحبة عبد الرحمن أيضا فإن ابن حبان ذكره في التابعين ، وقال أبو بكر بن أبي داود : لم يحدث ابن أبي ليلى من التابعين إلا عن ابن أبزى ، وقال البخاري : له صحبة ، وذكره غير واحد في الصحابة ، وقال أبو حاتم : أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلى خلفه ، روى عنه ابناه عبد الله وسعيد .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم سبعة ، الأول : حجاج بن منهال ، الثاني : شعبة بن الحجاج ، الثالث : الحكم بن عتيبة ، الرابع : ذر بن عبد الله الهمداني ، الخامس : سعيد بن عبد الرحمن ، السادس : أبوه عبد الرحمن بن أبزى ، السابع : عمار بن ياسر - رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه الإخبار بصيغة الإفراد وهو . قوله : " أخبرني الحكم " وهو رواية كريمة والأصيلي وابن المنذر ، وفي رواية غيرهم عن الحكم وفيه العنعنة في ثلاثة مواضع ، وفيه القول ، وفيه عن سعيد بن عبد الرحمن ، وهو رواية أبي ذر وأبي الوقت ، وفي رواية غيرهما عن ابن عبد الرحمن .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) . قوله : " قال عمار بهذا " : أشار به إلى سياق المتن الذي قبله من رواية آدم عن شعبة ، وهو كذلك إلا أنه ليس في رواية حجاج هذه قصة عمر - رضي الله تعالى عنه - . قوله : " وضرب شعبة " مقول الحجاج . قوله : " ثم أدناهما " أي : : قربهما من فيه ، وهي كناية عن النفخ ، وفيه إشارة إلى أنه كان خفيفا وفي رواية سليمان بن حرب : تفل فيهما ، قال أهل اللغة : التفل دون البزق ، والنفث دونه ، وبقية الكلام قد مرت مستوفاة . .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية