[ ص: 227 ]  7 - باب بناء الكعبة  
 4219  \ 1 - قال  إسحاق   : أخبرنا  النضر بن شميل ،  حدثنا  حماد بن سلمة  ، عن  سماك بن حرب  ، عن خالد بن عرعرة  ، فذكر قصة فيها : ثم حدث ، يعني :  عليا  رضي الله عنه ، قال : إن إبراهيم  عليه الصلاة والسلام أمر ببناء البيت  ، فضاق به ذرعا ، فلم يدر كيف يبني ، فأنزل الله عز وجل السكينة وهي ريح خجوج ، فتطوقت له مثل الحجفة فبنى عليها ، فكان كل يوم يبني ساقا - يعني : بناء - ومكة  شديدة الحر ، فلما بلغ عليه السلام موضع الحجر ، قال لإسماعيل  عليه الصلاة والسلام : اذهب فالتمس حجرا ، فذهب إسماعيل  عليه السلام يطوف في الجبال ، ونزل جبريل  عليه السلام بالحجر ، فجاء إسماعيل  عليه السلام ، وقال : من أين هذا ؟ فقال : من عند من لا يتكل على بنائي وبنائك ، فوضعه . 
ثم انهدم فبنته العمالقة ، ثم انهدم فبنته جرهم  ، ثم انهدم فبنته قريش  ، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تنازعوا فيه ، فقالوا : أول من يخرج من هذا الباب باب بني شيبة  ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : هذا الأمين . 
فأمر صلى الله عليه وسلم بثوب فبسطه فوضعه فيه ، وأمر من كل قوم رجلا ، فأخذ بناحية من الثوب فرفعه ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه . 
  [ ص: 228 ]  [ ص: 229 ]  [ ص: 230 ] 
 4219  \ 2 - وقال  الطيالسي   : حدثنا  حماد  ،  وقيس وهو ابن الربيع  ،  وسلام وهو أبو الأحوص  ، كلهم عن  سماك بن حرب  ، عن خالد بن عرعرة  ، عن  علي  رضي الله عنه ، قال : لما هدم البيت  بعد جرهم ، بنته قريش  ، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تشاجروا من يضعه ، فاتفقوا أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة  ، فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه ، وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب ، فرفعوه ، وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم .  
 [ ص: 231 ] 
 4219  \ 3 - وقال  أبو بكر   : حدثنا  أبو الأحوص  ، عن  سماك  ، عن خالد بن عرعرة  ، عن  علي  رضي الله عنه ، قال : لما أرادوا أن يرفعوا الحجر ، يعني : قريشا  ، اختصموا فيه ، فقالوا : نحن نحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة ، قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج عليهم ، فجعلوه في مرط ، ثم رفعه جميع القبائل كلها ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رجل شاب ، يعني : قبل البعثة   . 
 4219  \ 4 - وقال  الحارث   : حدثنا العباس بن الفضل الأزرق  ، ببغداد  إملاء ، حدثنا  حماد بن سلمة  ، عن  سماك بن حرب  ، عن خالد  ، قال : فقال رجل  لعلي  رضي الله عنه ، أخبرني عن بنائه ، قال : أوحى الله تعالى إلى إبراهيم  أن ابن لي بيتا ، قال : فضيق على إبراهيم  عليه السلام ذرعا ، فأرسل الله تعالى ريحا يقال لها : السكينة ، ويقال : الخجوج ، لها عينان ورأس ، فأوحى الله تعالى إلى إبراهيم  أن يسير إذا سارت ، ويقيل إذا قالت ، فسارت حتى انتهت إلى موضع البيت  ، فتطوقت عليه مثل الحجفة ، وهي بإزاء البيت المعمور ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه إلى يوم القيامة ، فجعل إبراهيم  وإسماعيل  يبنيان كل يوم ساقا ، فإذا اشتد عليهما الحر ، استظلا في ظل الجبل ، فلما بلغا موضع الحجر ، قال إبراهيم  لإسماعيل   : ائتني بحجر أضعه يكون علما للناس ، فاستقبل إسماعيل  الوادي  وجاء بحجر ، فاستصغره إبراهيم  ورمى به ، وقال : جئني بغيره ، فذهب إسماعيل  ، وهبط جبريل  على إبراهيم  بالحجر الأسود ، فجاء إسماعيل  ، فقال له إبراهيم   : قد  [ ص: 232 ] جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك ، قال : فبنى البيت ، وجعل يطوف حوله ، ويطوفون ويصلون ، حتى ماتوا وانقرضوا ، فتهدم البيت ، فبنته العمالقة  ، فكانوا يطوفون به حتى ماتوا وانقرضوا ، فبنته قريش  ، فلما بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه ، فقالوا : أول من يطلع من الباب   ... الحديث . 
 [ ص: 233 ] 
				
						
						
