الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        4322 - حدثنا عبيد بن جناد ، حدثنا عطاء بن مسلم ، عن جعفر بن برقان ، عن عطاء ، عن الفضل بن عباس رضي الله عنهما ، قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وعنده عصابة حمراء ، أو قال : صفراء ، فقال : ابن عم ، خذ هذه العصابة ، فاشدد بها رأسي ، فشددت بها رأسه ، قال : ثم توكأ علي حتى دخلنا المسجد ، فقال : يا أيها الناس ، إنما أنا بشر مثلكم ، ولعله أن يكون قرب مني الرحيل من بين أظهركم ، فمن كنت قد أصبت من عرضه أو من بشره أو من شعره أو من ماله شيئا فهذا عرض محمد وشعره وبشره وماله ، فليقم فليقتص ، ولا يقولن أحد منكم : إني أتخوف من محمد العداوة والشحناء ، ألا إنهما ليسا من طبيعتي وليسا من خلقي ، قال : ثم انصرف .

                                                                                        فلما كان من الغد أتيته ، فقال : ابن عمي ، لا أحسب أن مقامي بالأمس أجزأ عني ، خذ هذه العصابة فاشدد بها رأسي ، قال : فشددت بها رأسه ، قال : ثم توكأ صلى الله عليه وسلم علي حتى دخل المسجد ، فقال مثل مقالته بالأمس ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : إن أحبكم إلينا من اقتص ، قال : فقام رجل ، فقال : يا رسول الله ، أرأيت يوم أتاك السائل فسألك ، فقلت : من معه شيء يقرضنا ؟ فأقرضتك ثلاثة دراهم ، فقال صلى الله عليه وسلم : يا فضل ، أعطه ، فأعطيته ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : ومن غلب عليه فليسألنا ندع له ، قال : فقام رجل ، فقال : يا رسول الله ، إني رجل جبان كثير النوم ، قال الفضل : فلقد رأيته أشجعنا وأقلنا نوما .

                                                                                        قال : ثم أتى صلى الله عليه وسلم بيت عائشة ، فقال للنساء مثلما قال للرجال
                                                                                        .

                                                                                        [ ص: 516 ] [ ص: 517 ] [ ص: 518 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية