الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 237 ] 8 - باب البعث

                                                                                        4222 \ 1 - قال الطيالسي : حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرني أبو عمران الجوني ، عن رجل ، عن عائشة رضي الله عنها ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف هو وخديجة شهرا ، فوافق ذلك رمضان ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع "السلام عليك" ، قالت : قال : وقد ظننت أنه فجأة الجن ، فقالت : أبشر ، فإن السلام خير ، ثم رأى صلى الله عليه وسلم يوما آخر جبريل عليه السلام على الشمس ، جناح له بالمشرق ، وجناح له بالمغرب ، فهبت منه ، قالت : فانطلق يريد أهله ، فإذا هو بجبريل عليه السلام بينه وبين الباب ، فقال : فكلمني ، حتى آنست به ، ثم وعدني موعدا ، فجئت لموعده ، واحتبس علي جبريل عليه السلام ، فلما أراد أن [ ص: 238 ] يرجع إذا به وميكائيل عليهما السلام ، فهبط جبريل عليه السلام إلى الأرض ، وبقي ميكائيل بين السماء والأرض ، قال : فأخذني جبريل عليه السلام ، فصلقني لحلاوة القفا ، وشق عن بطني فأخرج منه ما شاء الله تعالى ، ثم غسله في طشت من ذهب ، ثم أعاده فيه ، ثم كفأني كما يكفأ الإناء ، ثم ختم في ظهري حتى وجدت مس الخاتم ، ثم قال لي : اقرأ باسم ربك ، ولم أقرأ كتابا قط ، فأخذني بحلقي حتى أجهشت بالبكاء ، ثم قال : اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى قوله عز وجل : ما لم يعلم ، قال صلى الله عليه وسلم : فما نسيت شيئا بعد ، فقال ميكائيل عليه السلام : تبعته أمته ورب الكعبة ، حتى جئت إلى منزلي ، فما تلقاني حجر ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول الله ، حتى دخلت على خديجة ، فقالت : السلام عليك يا رسول الله .

                                                                                        [ ص: 239 ] [ ص: 240 ]

                                                                                        4221 \ 2 - وقال الحارث : حدثنا داود بن المحبر ، حدثنا حماد ، عن أبي عمران الجوني ، عن يزيد بن بابنوس ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نذر أن يعتكف شهرا هو وخديجة ، فوافق ذلك شهر رمضان ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فسمع : السلام عليك ، قال : فظننتها فجأة الجن ، فجئت مسرعا ، حتى دخلت على خديجة فسجتني ثوبا ، وقالت : ما شأنك يا ابن عبد الله ؟ فذكر الحديث بنحوه إلى أن قال : حتى انتهينا إلى خمس آيات منها ، فما نسيت شيئا بعد ، ثم وزنني برجل فوزنته ، ثم وزنني بآخر فوزنته ، حتى وزنت بمائة رجل ، فقال ميكائيل عليه السلام من فوقه : تبعته أمته ورب الكعبة .

                                                                                        [ ص: 241 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية