( صم ) الصاد والميم أصل يدل على تضام الشيء وزوال الخرق والسم . من ذلك الصمم في الأذن . يقال صممت ، وأنت تصم صمما . وربما قالوا : صم بمعنى صم . ويقال : أصممت الرجل ، إذا وجدته أصم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12572ابن أحمر :
[ ص: 278 ] أصم دعاء عاذلتي تحجى بآخرنا وتنسى أولينا
والصماء : الداهية ، كأنه من الصمم . أي هو أمر لا فرجة له فيه . ومن ذلك اشتمال الصماء : أن تلتحف بثوبك ثم تلقي الجانب الأيسر على الأيمن . والعرب تقول في تعظيم الأمر : " صمي صمام " . والأصل في ذلك قولهم : " صمت حصاة بدم " ، وذلك أن الدماء تكثر في الأرض عند الوغى ، حتى لو ألقيت حصاة لم يسمع لها وقع ، وهو في قول
امرئ القيس :
بدلت من وائل وكندة عدوا ن وفهما صمي ابنة الجبل
يريد تعظيم ما وقع فيه وأدي إليه . وصمام القارورة سمي بذلك لأنه يسد الفرجة . وقولهم : صمم في الأمر ، إذا مضى فيه راكبا رأسه ، فهو من القياس الذي ذكرناه ، كأنه لما أراد ذلك لم يسمع عذل عاذل ولا نهي ناه ، فكأنه أصم .
واشتق منه السيف الصمصام والصمصامة . ومنه صمم ، إذا عض في الشيء فأثبت أسنانه فيه . والصمان : أرض . وقال بعضهم : كل أرض إلى جنب رملة فهي صمانة . وهذا صحيح ; لأن الرمل فيه خلل ، والصمانة ليست كذلك .
ومن الباب : الصمصم : الرجل الغليظ ، وسمي بذلك لما ذكرناه ، كأنه ليست في لحمه فرجة ولا خرق . وكذلك الأسد صمة ، كأنه لا وصول إليه من وجه .
[ ص: 279 ] ومن الباب الصمصمة : الجماعة ، سميت بذلك ، كأنها اجتمعت حتى لا خلل فيها ولا خرق .
( صَمَّ ) الصَّادُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى تَضَامِّ الشِّيءِ وَزَوَالِ الْخَرْقِ وَالسَّمِّ . مِنْ ذَلِكَ الصَّمَمُ فِي الْأُذُنِ . يُقَالُ صَمِمْتُ ، وَأَنْتَ تَصَمُّ صَمَمًا . وَرُبَّمَا قَالُوا : صُمَّ بِمَعْنَى صَمَّ . وَيُقَالُ : أَصْمَمْتُ الرَّجُلَ ، إِذَا وَجَدْتَهُ أَصَمَّ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12572ابْنُ أَحْمَرَ :
[ ص: 278 ] أَصَمَّ دُعَاءُ عَاذِلَتِي تَحَجَّى بِآخِرِنَا وَتَنْسَى أَوَّلِينَا
وَالصَّمَّاءُ : الدَّاهِيَةُ ، كَأَنَّهُ مِنَ الصَّمَمِ . أَيْ هُوَ أَمْرٌ لَا فُرْجَةَ لَهُ فِيهِ . وَمِنْ ذَلِكَ اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ : أَنْ تَلْتَحِفَ بِثَوْبِكَ ثُمَّ تُلْقِيَ الْجَانِبَ الْأَيْسَرَ عَلَى الْأَيْمَنِ . وَالْعَرَبُ تَقُولُ فِي تَعْظِيمِ الْأَمْرِ : " صَمِّي صَمَامِ " . وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ قَوْلُهُمْ : " صَمَّتْ حَصَاةٌ بِدَمٍ " ، وَذَلِكَ أَنَّ الدِّمَاءَ تَكْثُرُ فِي الْأَرْضِ عِنْدَ الْوَغَى ، حَتَّى لَوْ أُلْقِيَتْ حَصَاةٌ لَمْ يُسْمَعْ لَهَا وَقْعٌ ، وَهُوَ فِي قَوْلِ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
بُدِّلْتُ مِنْ وَائِلٍ وَكِنْدَةَ عَدُوَّا نِ وَفَهْمًا صَمِّي ابْنَةَ الْجَبَلِ
يُرِيدُ تَعْظِيمَ مَا وَقَعَ فِيهِ وَأُدِّيَ إِلَيْهِ . وَصِمَامُ الْقَارُورَةِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَسُدُّ الْفُرْجَةَ . وَقَوْلُهُمْ : صَمَّمَ فِي الْأَمْرِ ، إِذَا مَضَى فِيهِ رَاكِبًا رَأْسَهُ ، فَهُوَ مِنَ الْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ، كَأَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ ذَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ عَذْلَ عَاذِلٍ وَلَا نَهْيَ نَاهٍ ، فَكَأَنَّهُ أَصَمُّ .
وَاشْتُقَّ مِنْهُ السَّيْفُ الصَّمْصَامُ وَالصَّمْصَامَةُ . وَمِنْهُ صَمَّمَ ، إِذَا عَضَّ فِي الشَّيْءِ فَأَثْبَتَ أَسْنَانَهُ فِيهِ . وَالصَّمَّانُ : أَرْضٌ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : كُلُّ أَرْضٍ إِلَى جَنْبِ رَمْلَةٍ فَهِيَ صَمَّانَةٌ . وَهَذَا صَحِيحٌ ; لِأَنَّ الرَّمْلَ فِيهِ خَلَلٌ ، وَالصَّمَّانَةُ لَيْسَتْ كَذَلِكَ .
وَمِنَ الْبَابِ : الصِّمْصِمُ : الرَّجُلُ الْغَلِيظُ ، وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِمَا ذَكَرْنَاهُ ، كَأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي لَحْمِهِ فُرْجَةٌ وَلَا خَرْقٌ . وَكَذَلِكَ الْأَسَدُ صِمَّةٌ ، كَأَنَّهُ لَا وُصُولَ إِلَيْهِ مِنْ وَجْهٍ .
[ ص: 279 ] وَمِنَ الْبَابِ الصِّمْصِمَةُ : الْجَمَاعَةُ ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ ، كَأَنَّهَا اجْتَمَعَتْ حَتَّى لَا خَلَلَ فِيهَا وَلَا خَرْقَ .