والأصل قولهم أهل بالحج : رفع صوته بالتلبية واستهل الصبي صارخا : صوت عند ولاده . قال في الإهلال : ابن أحمر
يهل بالفرقد ركبانها كما يهل الراكب المعتمر
ويقال : انهل المطر في شدة صوبه وصوته انهلالا .وأما الذي يحمل على هذا للقرب والجوار فالهلال الذي في السماء ، سمي به لإهلال الناس عند نظرهم إليه مكبرين وداعين . ويسمى هلالا أول ليلة والثانية والثالثة ، ثم هو قمر بعد ذلك . يقال أهل الهلال واستهل . ثم قيل على معنى التشبيه تهلل السحاب ببرقه : تلألأ ، كأن البرق شبه بالهلال .
ومما حمل على التشبيه أيضا الهلال : سنان له شعبتان . والهلال : الماء القليل في أسفل الركي . والهلال أيضا : ضرب من الحيات . قال : ذو الرمة
[ ص: 12 ]
إليك ابتذلنا كل وهم كأنه هلال بدا في رمضة يتقلب
لما توعر في الكراع هجينهم هلهلت أثأر جابرا أو صنبلا
ومما شذ عن هذا الأصل قولهم : حمل فلان على قرنه ثم هلل ، إذا أحجم . فأما قول القائل :
وليس لها ريح ولكن وديقة يظل بها الساري يهل وينقع