الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ورق ) الواو والراء والقاف : أصلان يدل أحدهما على خير ومال ، وأصله ورق الشجر ، والآخر على لون من الألوان .

                                                          فالأول الورق ورق الشجر . والورق : المال ، من قياس ورق الشجر ، لأن الشجرة إذا تحات ورقها انجردت كالرجل الفقير . قال :

                                                          [ ص: 102 ]

                                                          إليك أدعو فتقبل ملقي واغفر خطاياي وثمر ورقي

                                                          والرقة من الدراهم ، وهو ذلك القياس غير أنه يفرق بينهما بالحركات .

                                                          قال أبو عبيد : الوارقة : الشجرة الخضراء الورق الحسنة . قال : فأما الوراق فخضرة الأرض من الحشيش ، وليس من الورق . قال :


                                                          كأن جيادهن برعن زم     جراد قد أطاع له الوراق

                                                          وورقت الشجر : أخذت ورقه . وقولهم أورق الصائد : لم يصد ، هو من الورق أيضا ، وذلك لأن الصائد يلقي حبالته ويغيب عنها ويأتيها بعد زمان وقد أعشبت الأرض وسقط الورق على الحبالة فلا يهتدي لها ، فلذلك يقال أورق ، أي صادف الورق قد غطى حبالته . ثم كثر هذا حتى قيل لكل من طلب حاجة ولم يصبها : قد أورق . والورقة ، بسكون الراء : أبنة في الغصن خفية . فأما الورقة التي هي قطعة من الدم فجمعها ورق ، هي على معنى التشبيه بالورق الذي يتساقط . والورق : الرجال الضعفاء ، شبهوا في ضعفهم بورق الشجر .

                                                          والأصل الآخر : الورقة : لون يشبه لون الرماد . وبعير أورق وحمامة ورقاء ، سميت للونها ، والرجل كذلك أورق . ويقولون : عام أورق ، إذا كان جدبا ، كأن لون الأرض لون الرماد . وسمي عام الرمادة لهذا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية