الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ولي ) الواو واللام والياء : أصل صحيح يدل على قرب . من ذلك الولي : القرب . يقال : تباعد بعد ولي ، أي قرب . وجلس مما يليني ، أي يقاربني . والولي : المطر يجيء بعد الوسمي ، سمي بذلك لأنه يلي الوسمي .

                                                          ومن الباب المولى : المعتق والمعتق ، والصاحب ، والحليف ، وابن العم ، والناصر ، والجار ; كل هؤلاء من الولي وهو القرب . وكل من ولي أمر آخر فهو وليه . وفلان أولى بكذا ، [ أي أحرى به وأجدر . فأما قولهم في الشتم : أولى لك فحدثني علي بن عمر قال : سمعت ثعلبا ] يقول : أولى تهدد ووعيد . وأنشد :


                                                          فأولى ثم أولى ثم أولى وهل للدر يحلب من مرد

                                                          وقال الأصمعي : معناه قاربه ما يهلكه ، أي نزل به . وأنشد :


                                                          فعادى بين هاديتين منها     وأولى أن يزيد على الثلاث

                                                          أي قارب أن يزيد . قال ثعلب : ولم يقل أحد [ أحسن ] مما قاله الأصمعي في أولى . وقال غيره : أولى تحسير له على ما فاته . والولاء : الموالون . يقال هؤلاء ولاء فلان . والولاء أيضا : ولاء المعتق ، وهو أن يكون ولاؤه لمعتقه ، كأنه يكون أولى به في الإرث من غيره إذا لم يكن للمعتق وارث نسب . وهو الذي جاء [ ص: 142 ] في الحديث : نهى عن بيع الولاء وهبته . وواليت بين الشيئين ، إذا عاديت بينهما ولاء . وافعل هذا على الولاء أي مرتبا . والباب كله راجع إلى القرب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية