الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (23) قوله : لنريك : متعلق بما دلت عليه "آية" أي: دللنا بها لنريك، أو بجعلناها، أو بآتيناك المقدر. وقدره الزمخشري "لنريك فعلنا ذلك". وجوز الحوفي أن يتعلق بـ " اضمم ". وجوز غيره أن يتعلق بـ " تخرج " . ولا يجوز أن يتعلق بلفظ "آية" لأنها قد وصفت وقدره الزمخشري أيضا: "لنريك خذ هذه الآية أيضا".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "من آياتنا الكبرى" يجوز أن يتعلق "من آياتنا" بمحذوف على أنه [ ص: 29 ] حال من "الكبرى" ويكون "الكبرى" على هذا مفعولا ثانيا لـ "نريك". والتقدير: لنريك الكبرى حال كونها من آياتنا، أي: بعض آياتنا. ويجوز أن يكون المفعول الثاني نفس "من آياتنا"، فتتعلق بمحذوف أيضا، وتكون "الكبرى" على هذا صفة لـ "آياتنا" وصفا لجمع المؤنث غير العاقل وصف الواحدة على حد "مآرب أخرى" و "الأسماء الحسنى".

                                                                                                                                                                                                                                      وهذان الوجهان قد نقلهما الزمخشري والحوفي وأبو البقاء وابن عطية. واختار الشيخ الثاني قال: "لأنه يلزم من ذلك أن تكون آياته كلها هي الكبر; لأن ما كان بعض [الآيات] الكبر صدق عليه أنه الكبرى، وإذا جعلت "الكبرى" مفعولا ثانيا لم تتصف الآيات بالكبر; لأنها هي المتصفة بأفعل التفضيل. وأيضا إذا جعلت "الكبرى" مفعولا فلا يمكن أن تكون صفة للعصا واليد معا، إذ كان يلزم التثنية. ولا جائز أن يخص إحداهما بالوصف دون الأخرى، لأن التفضيل في كل منهما. ويبعد ما قاله الحسن: من أن اليد أعظم في الإعجاز من العصا; فإنه جعل "الكبرى" مفعولا ثانيا لنريك، وجعل ذلك راجعا للآية القريبة، وقد ضعف قوله بأن منافع العصا أكبر. وهو غير خفي". انتهى ملخصا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية