الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (91) قوله : والتي أحصنت : يجوز أن ينتصب نسقا على ما قبلها، وأن ينتصب بإضمار اذكر، وأن يرتفع بالابتداء، والخبر محذوف أي: وفيما يتلى عليكم التي أحصنت. ويجوز أن يكون الخبر "فنفخنا" وزيدت [ ص: 195 ] الفاء على رأي الأخفش نحو: "زيد فقائم".

                                                                                                                                                                                                                                      وفي كلام الزمخشري "فنفخنا الروح في عيسى فيها". قال الشيخ مؤاخذا له: "فاستعمل "نفخ" متعديا. والمحفوظ أنه لا يتعدى فيحتاج في تعديه إلى سماع، وغير متعد استعمله هو في قوله "أي: نفخت في المزمار" انتهى ما واخذه به. قلت: وقد سمع "نفخ" متعديا. ويدل على ذلك ما قرئ في الشاذ "فأنفخها فيكون طائرا" وقد حكاها هو قراءة فكيف ينكرها؟ فعليك بالالتفات إلى ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "آية" إنما لم يطابق المفعول الأول فيثني الثاني; لأن كلا منهما آية بالآخر فصارا آية واحدة. أو نقول: إنه حذف من الأول لدلالة الثاني، أو بالعكس أي: وجعلنا ابن مريم آية. وأمه كذلك. وهو نظير الحذف في قوله "والله ورسوله أحق أن يرضوه" وقد تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية