الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (53) قوله : ليجعل : في متعلق هذه اللام ثلاثة أوجه، أظهرها: أنها متعلقة بـ "يحكم" أي: يحكم الله آياته ليجعل. وقوله: "والله عليم حكيم" جملة اعتراض. وإليه نحا الحوفي. والثاني: أنها متعلقة [ ص: 294 ] بـ "ينسخ" وإليه نحا ابن عطية. وهو ظاهر أيضا. الثالث: أنها متعلقة بألقى، وليس بظاهر. وفي اللام قولان، أحدهما: أنها للعلة، والثاني: أنها للعاقبة. و "ما" في قوله "ما يلقي" الظاهر [649/أ] أنها بمعنى الذي، ويجوز أن تكون مصدرية.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "والقاسية" أل في "القاسية" موصولة، والصفة صلتها، و "قلوبهم" فاعل بها، والضمير المضاف إليه هو عائد الموصول وأنثت الصلة لأن مرفوعها مؤنث مجازي، ولو وضع فعل موضعها لجاز تأنيثه. و "القاسية" معطوف على "الذين" أي: فتنة للذين في قلوبهم مرض وفتنة للقاسية قلوبهم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وإن الظالمين" من وضع الظاهر موضع المضمر; إذ الأصل: "وإنهم لفي ضلال" ولكن أبرزوا ظاهرين للشهادة عليهم بهذه الصفة الذميمة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية