الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (74) قوله : من أزواجنا : يجوز أن تكون "من" لابتداء الغاية، وأن تكون للبيان. قاله الزمخشري، وجعله من التجريد، أي: هب لنا قرة أعين من أزواجنا كقولك: "رأيت منك أسدا" وقرأ أبو عمرو والأخوان وأبو بكر "ذريتنا" بالتوحيد، والباقون بالجمع سلامة. وقرأ أبو هريرة وأبو الدرداء وابن مسعود "قرات" بالجمع. وقال الزمخشري: "أتى هنا بـ "أعين" صيغة القلة، دون "عيون" صيغة الكثرة، إيذانا بأن عيون المتقين [ ص: 506 ] قليلة بالنسبة إلى عيون غيرهم". ورده الشيخ بأن أعينا يطلق على العشرة فما دونها، وعيون المتقين كثيرة فوق العشرة"، وهذا تحمل عليه; لأنه إنما أراد القلة بالنسبة إلى كثرة غيرهم، ولم يرد قدرا مخصوصا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "إماما" فيه وجهان، أحدهما: أنه مفرد، وجاء به مفردا إرادة للجنس، وحسنه كونه رأس فاصلة. أو المراد: اجعل كل واحد منا إماما، وإما لاتحادهم واتفاق كلمتهم، وإما لأنه مصدر في الأصل كصيام وقيام. والثاني: أنه جمع آم كحال وحلال، أو جمع إمامة كقلادة وقلاد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية