الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (16) قوله : ولولا إذ سمعتموه قلتم : كقوله: "لولا إذ سمعتموه ظن" ولكن لا التفات فيه. وقال الزمخشري: "فإن قلت: كيف جاز الفصل بين "لولا" و "قلتم". قلت: للظروف شأن ليس لغيرها لأنها لا ينفك عنها ما يقع فيها فلذلك اتسع فيها". قال الشيخ: "وهذا يوهم اختصاص ذلك بالظروف، وهو جار في المفعول به تقول، لولا زيدا ضربت، ولولا عمرا قتلت".

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الزمخشري أيضا: "فإن قلت: أي فائدة في تقديم الظرف حتى أوقع فاصلا؟ قلت: الفائدة فيه بيان أنه كان الواجب عليهم أن يتفادوا أول ما سمعوا بالإفك عن التكلم به، فلما كان ذكر الوقت أهم وجب تقديمه. فإن قلت: ما معنى "يكون" والكلام بدونه متلئب لو قيل: ما لنا أن نتكلم بهذا؟ قلت: معناه ينبغي ويصح، أي: ما ينبغي وما يصح كقوله: "ما يكون لي أن أقول".

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 393 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية