الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (64) قوله : قد يعلم ما أنتم عليه : قال: الزمخشري: "أدخل "قد" ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين والنفاق، ويرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد: وذلك أن "قد" إذا دخلت على المضارع كانت بمعنى "ربما" فوافقت "ربما" في خروجها إلى معنى التكثير في نحو قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3469 - فإن تمس مهجور الفناء فربما أقام به بعد الوفود وفود



                                                                                                                                                                                                                                      ونحو من ذلك قول زهير:


                                                                                                                                                                                                                                      3470 - أخي ثقة لا تهلك الخمر ماله     ولكنه قد يهلك المال نائله



                                                                                                                                                                                                                                      قال الشيخ: "وكون "قد" إذا دخلت على المضارع أفادت التكثير قول [ ص: 451 ] لبعض النحاة. وليس بصحيح، وإنما التكثير مفهوم من السياق. والصحيح: أن "رب" للتقليل للشيء، أو لتقليل نظيره. وإن فهم تكثير فمن السياق لا منها".

                                                                                                                                                                                                                                      "ويوم يرجعون" في "يوم" وجهان أحدهما: أنه مفعول به لا ظرف لعطفه على قوله: "ما أنتم عليه" أي: يعلم الذي أنتم عليه من جميع أحوالكم، ويعلم يوم يرجعون كقوله: "إن الله عنده علم الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو". والثاني: أنه ظرف لشيء محذوف. قال ابن عطية: "ويجوز أن يكون التقدير: والعلم الظاهر لكم - أو نحو هذا- يوم، فيكون النصب على الظرف" انتهى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة "يرجعون" مبنيا للمفعول. وأبو عمرو في آخرين مبنيا للفاعل. وعلى كلتا القراءتين فيجوز وجهان، أحدهما: أن يكون في الكلام التفات من الخطاب في قوله: "ما أنتم عليه" إلى الغيبة في قوله: "يرجعون" . والثاني: أن "ما أنتم عليه" خطاب عام لكل أحد. والضمير في "يرجعون" للمنافقين خاصة، فلا التفات حينئذ.

                                                                                                                                                                                                                                      [ تم بعونه تعالى سورة النور ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية