الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولو مرض مرضا أضناه ولم يجد من يخدمه يخرج بكفيل وإلا لا ) به يفتى ولا يخرج لمعالجة وكسب قيل ولا يتكسب فيه ، ولو له ديون خرج ليخاصم ثم يحبس خانية .

التالي السابق


( قوله : يخرج بكفيل ) قال في الفتح : وإن لم يكن له خادم يخرج إن كان يموت بسبب عدم الممرض ولا يجوز أن يكون الدين مفضيا للتسبب في هلاكه ا هـ ومقتضى التعليل أنه لو لم يجد كفيلا يخرج لكن في المنح عن الخلاصة فإن لم يجد كفيلا لا يطلقه تأمل .

( قوله : وإلا لا ) أي وإن وجد من يخدمه لا يخرج هكذا روي عن محمد هذا إذا كان الغالب هو الهلاك وعن أبي يوسف لا يخرجه ، والهلاك في السجن وغيره سواء ، والفتوى على رواية محمد منح عن الخلاصة .

( قوله : لمعالجة ) أي لمداواة مرضه لإمكان ذلك في السجن .

( قوله : قيل ولا يتكسب فيه ) كذا في بعض النسخ ، وفي أكثرها بل ولا يتكسب فيه وهي الصواب ; لأن التعبير بقيل يفيد الضعف وقد صرح في البحر وغيره بأن الأصح المنع ، وفي شرح أدب القضاء عن السرخسي أنه الصحيح من المذهب ; لأن الحبس مشروع ليضجر ، ومتى تمكن من الاكتساب لا يضجر ، فيكون السجن له بمنزلة الحانوت .

( قوله : ولو له ديون خرج ليخاصم ثم يحبس ) فيه إشارة إلى أنه إذا ادعى عليه آخر بدين يخرج لسماع الدعوى فإن أثبته بالوجه الشرعي أعيد في الحبس لأجلهما سائحاني عن الهندية .




الخدمات العلمية