الباب السابع في شرائه صلى الله عليه وسلم  
وروى  الإمام أحمد  والشيخان  والنسائي   وابن ماجه  عن  عائشة   -رضي الله عنها- قالت : اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهودي وأعطاه درعه رهنا . وفي رواية : رهنه درعا من حديد . 
وروى  الإمام أحمد   والبخاري   والبزار  عن  أنس  قال : لقد رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعا له من يهودي بالمدينة ،  وأخذ منه عشرين صاعا من طعام . وفي لفظ : «من شعير» لأهله . 
وروى  الإمام أحمد   والترمذي  وصححه  النسائي   وابن ماجه  عن  ابن عباس   -رضي الله عنهما- قال : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن درعه مرهون عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير أخذها رزقا لعياله . 
وروى  الإمام الشافعي  عن جعفر بن محمد  عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رهن درعه عند أبي الشحم اليهودي .  
وروى  الإمام أحمد   وابن ماجه  عن  أسماء بنت يزيد  قالت : «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم توفي ودرعه مرهون عند رجل من يهود»  قريش  من شعبة . 
وروى الحارث  عن أبي زرعة بن عمر ،   وابن جرير  أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه تمرا ، فاستنظره رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن ينتظره ، فانتهره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أحرج عليك أن أخرج من المدينة  وأنا أطلبك منه بشيء ، فإني والله لا أرجع إلى أرضي حتى ينتهب منها أكثر مما أطلبك به ، فأرسل إلى امرأة من بني سليم يقال لها : جدامة ،  يستلفها تمرا ، فقالت : اذهب فاكتل واستوفه . ثم قال : هو كان إلى نصرتكم أحوج ، وأنا إلى ما أمر به ربي بارا أمانتي أحوج؛ إن الله لا يقدس أمة لا ينصر ضعيفها ، أو قال : لا يقوى قويها . 
وروى  ابن ماجه  عن  أبي سعيد الخدري   -رضي الله تعالى عنه- قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دينا كان عليه ، فاشتد عليه ، حتى قال له : أحرج عليك أن قضيتني ،  [ ص: 19 ] فانتهره أصحابه ، وقالوا : ويحك أتدري من تكلم ؟ قال : إني أطلب حقي! فقال صلى الله عليه وسلم : «هلا مع صاحب الحق كنتم» ثم أرسل إلى خولة بنت قيس ،  فقال لها : «إن كان عندك تمر فأقرضينا تمرنا فنقضيك» فقالت : نعم ، بأبي أنت يا رسول الله ، فأقرضته ، فقضى الأعرابي وأطعمه ، فقال : أوفيت أوفى الله لك ، فقال : «أولئك خيار الناس ، لا قدمت أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع» . 
 [ ص: 20 ] 
				
						
						
