الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في تسميته صلى الله عليه وسلم بعض أولاد أصحابه .

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني عن ياسر بن سويد الجهني- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه في خيل أو سرية وامرأته حامل ، فولدت مولودا فحملته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، قد ولد هذا المولود ، وأبوه في الخيل فسمه فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر يده عليه وقال : «اللهم ، أكثر رجالهم ، وأقل أياماهم ، ولا تحوجهم ، ولا تر أحدا منهم خصاصة» ، فقال : سميه مسرعا قد أسرع في الإسلام فهو مسرع بني ياسر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في بيت الزبير صياحا ، فقال : يا عائشة ما أرى أسماء إلا قد نفست ، فلا تسموه حتى أسمه فسماه عبد الله ، وحنكه بتمر بيده .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أبي موسى الأشعري- رضي الله تعالى عنه- قال : ولد لي غلام فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمر ، ودعا له بالبركة ودفعه إلي ، وكان أكبر ولد أبي موسى .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم وأبو داود عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان ، فيدعو لهم بالبركة ، ويحنكهم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود عن أنس- رضي الله تعالى عنه- أن أمة ولدت غلاما من أبي طلحة ، فقال أبو طلحة : احتمله حتى تأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث معه [ ص: 362 ] بتمرات فقال : أمعه شيء ؟ فقلت : نعم فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضغها ، ثم أخذها في فيه ، فجعلها في في الصبي ، ثم حنكه ، وسماه عبد الله ، وفي لفظ : ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ولد والنبي صلى الله عليه وسلم في عباءة يهنأ بعيرا له فقال : أمعك تمرات ؟ قلت : نعم ، فناولته تمرات فألقاهن في فيه فلاكهن ثم فغر فا الصبي فمجه في فيه فجعل الصبي يتلمظه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر وسماه عبد الله .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن يوسف بن عبد الله بن سلام- رضي الله تعالى عنهما- قال أجلسني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره ، ومسح على رأسي ، وسماني يوسف .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية