الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثامن في زيارته- صلى الله عليه وسلم- لأصحابه وإصلاحه بينهم

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد وأبو داود عن قيس بن سعد بن عبادة- رضي الله تعالى عنهما- قال :

                                                                                                                                                                                                                              زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا . . . .
                                                                                                                                                                                                                              وتقدم بتمامه في أبواب هديه في الاستئذان .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو إسحاق وأبو يعلى والطبراني بسند صحيح عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ، ويشهد جنائزهم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود وعن جابر- رضي الله تعالى عنه- فقال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرا في منزلنا . . . . . وذكر الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والنسائي عن أبي رافع- رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر ذهب إلى بني عبد الأشهل فيتحدث عندهم حتى ينحدر للمغرب .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور أم سليم فتدركه الصلاة ، فيصلي أحيانا على بساط لنا ، وهو حصير لنا ننضحه بالماء .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والنسائي والدارقطني وأبو داود عن الفضل بن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : زار رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس في بادية له ، الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وأبو داود والدارقطني عن أم ورقة بنت نوفل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت : قلت له : يا رسول الله ، ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم ، لعل الله أن يرزقني شهادة ، قال : «قري في بيتك ، فإن الله- عز وجل- يرزقك الشهادة»

                                                                                                                                                                                                                              قال : فكانت تسمى الشهيدة ، قال : وكانت قد قرأت القرآن ، فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في دارها مؤذنا ، فأذن لها ، قال : وكانت قد دبرت غلاما لها وجارية ، فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت وذهبا ، فأصبح عمر ، فقام في الناس فقال : من كان عنده من هذين علم ، أو من رآهما فليجئ بهما ، فأمر بهما فصلبا ، فكانا أول مصلوب بالمدينة
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة عن أم بشر- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها ، وهي تطبخ حشيشا ، الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن سهل بن سعد- رضي الله تعالى عنه- أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «اذهبوا بنا نصلح بينهم» . [ ص: 375 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية