الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الرابع في صرفه -صلى الله عليه وسلم- الفيء والخمس :

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن عمرو بن عبسة -رضي الله تعالى عنه- قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم ، فلما صلى أخذ وبرة من جنب البعير ، ثم قال : «ولا يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس ، والخمس مردود فيكم» ورواه الإمام أحمد والنسائي وأبو يعلى بسند ضعيف عن عبادة بن الصامت .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمامان الشافعي وأحمد والشيخان والنسائي وابن ماجه عن جبير بن مطعم -رضي الله تعالى عنه- قال : لما كان يوم خيبر وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذوي القربى في بني هاشم والمطلب ، وترك بني نوفل ، وبني عبد شمس فانطلقت أنا وعثمان بن عفان ، فقلنا : يا رسول الله ، هؤلاء بنو هاشم ، لا ينكر فضلهم لمكانك الذي وصفك الله به ، فما بال إخوتنا بني عبد المطلب أعطيتهم من الخمس وتركتنا ، وقرابتنا واحدة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنا وبنو عبد المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام ، إنما نحن وهم كشيء واحد وشبك بين أصابعه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عن عوف بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الفيء قسمه في يومه ، فأعطى الآهل حظين ، والعزب حظا ، فدعينا وكنت أدعى قبل عمار فدعيت فأعطاني حظين ، وكان لي أهل ، ثم دعي عمار بن ياسر فأعطاه حظا واحدا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني بسند لا بأس به عن ثابت بن الحارث الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- قال : قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لسهلة بنت عاصم ولابنة لها ولدت .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال الصحيح عن زينب امرأة عبد الله الثقفية -رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها بخيبر خمسين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا بالمدينة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن أبي الزبير -رحمه الله تعالى- قال : سئل جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنه- كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بالخمس ؟ قال : كان يحمل الرجل منه في سبيل الله ثم الرجل ثم الرجل .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 132 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية