الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في نهيه صلى الله عليه وسلم عن الحكم في حال الغضب والجوع

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني عن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يقضي القاضي إلا وهو شبعان ريان» .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع : في وعظه صلى الله عليه وسلم الخصمين

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- قال : اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنما أنا بشر مثلكم ، إنما أقضى بينكم بما أسمع منكم ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من أخيه ، فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الأئمة عن أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع جلبة خصمين بباب حجرته فخرج إليهما فقال : «إنما أنا بشر مثلكم وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم -وفي لفظ : وإنه ليأتيني الخصم فلعل بعضهم- أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له بنحو ما أسمع ، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذ منه شيئا» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ : «بحق أخيه فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار» فبكى الرجلان وقال كل واحد منهما لصاحبه : حقي لك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أما إذا فعلتما ذلك فاقتسماه وتوخيا الحق ثم استهما ثم تحللا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما أنا بشر ، ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فمن قطعت له من حق أخيه قطعة فإنما أقطع له قطعة من النار» .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 167 ] وروى الشيخان عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله من سبع أرضين» .

                                                                                                                                                                                                                              الخامس : في حبسه صلى الله عليه وسلم في تهمة

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود ، والحاكم عن معاوية بن حيدة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في تهمة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي والترمذي وزاد : ثم خلا عنه . سنده صحيح .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى والحاكم عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في تهمة يوما وليلة؛ استظهارا واحتياطا . ورواه الطبراني ، ولم يقل : «يوما وليلة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن نبيشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس رجلا في تهمة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة والحاكم مرسلا عن أبي مجلز -رحمه الله تعالى- أن عبدا بين رجلين أعتق أحدهما نصيبه فحبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى باع فيه غنيمته له .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن معاوية بن حيدة أن أخاه أو عمه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال : جيراني بما أخذوا فأعرض عنه ، ثم ذكر شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خلوا له عن جيرانه» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية