الثالث عشر : في لبسه صلى الله عليه وسلم الدرع والمغفر ، وسيفه والبيضة ودرقته وقبيعته وقوسه وحجفته 
وروى  البخاري  عن  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبته : اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، الحديث . وفيه : فخرج وهو في الدرع ،  وهو يقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر   [القمر : 45] . 
وروى  الإمام أحمد   والنسائي   والبيهقي   والترمذي  في الشمائل  وأبو داود  عن  السائب بن يزيد   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد .  
 [ ص: 116 ] وروى  الترمذي  وقال حسن غريب عن  الزبير بن العوام   -رضي الله تعالى عنه- قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم درعان يوم أحد الحديث . 
وروى الشيخان عن  سهل بن سعد   -رضي الله تعالى عنه- أنه سئل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، فقال : جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه . الحديث . 
وروى الشيخان عن  أنس   -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح على رأسه المغفر .  الحديث . 
وروى الشيخان عن  أنس   -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس ، وأشجع الناس ، وأجود الناس ، ولقد فزع أهل المدينة فخرجوا نحو العيون فاستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استبرأ الخبر وهو على فرس عري وفي عنقه السيف ، وهو يقول : لن تراعوا لن تراعوا ، ثم قال : وجدناه لبحرا وإنه لبحر . 
وروى  أبو داود   والترمذي  وقال : حسن غريب  والنسائي  وقال : منكر عنه -رضي الله تعالى عنه- قال : كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة . 
وروى  الإمام أحمد   والترمذي  عن  ابن سيرين   -رحمه الله تعالى- قال : صنعت سيفي على سيف سمرة -يعني ابن جندب-  وزعم  سمرة  أنه صنع سيفه على سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حنفيا . 
وروى  الترمذي  وقال : حسن غريب عن مزيدة العصري   -رضي الله تعالى عنه- قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وعلى سيفه ذهب وفضة ، فسئل عن الفضة فقال : كان قبيعة السيف فضة . 
وروى  الإمام أحمد   والترمذي  وقال : حسن غريب ،  والبيهقي  عن  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنصل سيفه ذا الفقار يوم بدر . 
وروى  الإمام أحمد  موصولا عن  ابن عمر   -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول  [ ص: 117 ] الله صلى الله عليه وسلم : «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تبارك وتعالى لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم» . 
ورواه  البخاري  تعليقا بلفظ : ويذكر عن  ابن عمر  عن النبي صلى الله عليه وسلم : «جعل رزقي تحت ظل رمحي»  الحديث . 
وروى  البيهقي  عن  علي   -رضي الله تعالى عنه- قال : «كان بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس عربية ، فرأى رجلا بيده قوس فارسية ، فقال : ما هذه ؟ ألقها وعليكم بهذه وأشباهها ، ورماح القنا؛ فإنهما يزيد الله لكم بهما في الدين ، ويمكن لكم في البلاد» . 
وروى  الطبراني  عن  عبد الله بن بسر   -رضي الله تعالى عنه- قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى خيبر فعممه بعمامة سوداء ، ثم أرسلها من ورائه ، أو قال : على كتفه اليسرى ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الجيش وهو متوكئ على قوس ، فذكر نحو الذي قبله . 
وروى  مسلم  عن  سلمة بن الأكوع   -رضي الله تعالى عنه- قال : رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية عزلا ، يعني ليس معه سلاح ، فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حجفة أو درقة . 
الرابع عشر : في ترتيبه صلى الله عليه وسلم الصفوف ، والتعبئة عند القتال 
وروى  الإمام أحمد   وأبو داود   والترمذي  وحسنه  وابن حبان  عن  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير الصحابة أربعة ، وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة» . 
وروى  أبو داود  عن  عبد الرحمن بن عوف   -رضي الله تعالى عنه- قال : عبأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر ليلا . 
وروى  الإمام أحمد  عن  أبي أيوب   -رضي الله تعالى عنه- قال : صففنا يوم بدر فبدرت منا بادرة أمام الصف ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : معي معي . 
وروى  الإمام أحمد  عن  عمار بن ياسر   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستحب للرجل أن يقاتل تحت راية قومه . 
 [ ص: 118 ] الخامس عشر : فيما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ووعظه العسكر 
روى  ابن أبي شيبة  عن أيوب   -رحمه الله تعالى- قال : حدثني رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم قال : نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل العسفاء والوصفاء .  
وروى  أبو داود  عن  أبي موسى   -رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الصوت عند القتال . 
وروى  أبو داود  عن قيس بن عباد   -رضي الله تعالى عنه- قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال . 
وروى  الإمام أحمد  عن  ابن عمر   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده . 
وروى الشيخان عن  ابن عمر   -رضي الله تعالى عنهما- قال : وجدت امرأة مقتولة في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان ،  وفي لفظ : «فنهى» . 
وروى  الإمام أحمد   وابن أبي شيبة  عن  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه ، قال : اخرجوا بسم الله ، فقاتلوا في سبيل الله ، من كفر بالله ، ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع . 
وروى  الإمام أحمد   وأبو داود   والترمذي ،  وقال حسن صحيح غريب عن  سمرة بن جندب   -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اقتلوا شيوخ المشركين ، واستبقوا شرخهم» . 
وروى  الإمام أحمد   وأبو داود   والبيهقي  عن صفوان بن عثمان   -رضي الله تعالى عنه- قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فقال : «سيروا بسم الله ، وفي سبيل الله ، ولا تمثلوا ولا تغدروا ، ولا تقتلوا وليدا» . 
وروى  الإمام أحمد  عن  ثوبان   -رضي الله تعالى عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في  [ ص: 119 ] من قتل صغيرا أو حرق نخلا أو قطع شجرة مثمرة ، أو ذبح شاة لإهابها لم يرجع كفافا . 
وروى الشيخان عن  ابن عمر   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير ، وقطع أشجارهم . 
وروى  أبو داود   والبيهقي  عن  أسامة بن زيد   -رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عهد إليه قال : أغر على أبنى صباحا وحرق . 
وروى  الإمام أحمد  عن كثير بن السائب   -رحمه الله تعالى- قال : حدثني ابنا قريظة أنهم عرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن قريظة ، فمن كان منهم محتلما أو نبتت عانته قتل ، وإلا فلا . 
وروى  الطبراني  عن  سعد بن أبي وقاص   -رضي الله تعالى عنه- قال : حرق رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال بني النضير .  
وروى  الإمام أحمد   وأبو داود  عن أبي ثعلبة   -رضي الله تعالى عنه- قال : كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فعسكر ، تفرقوا عنه في الشعاب والأودية ، فقام فيهم ، فقال : إنما تفرقتم في الشعاب والأودية ، إنما ذلك من الشيطان . 
قال : فكانوا بعد ذلك إذا نزلوا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال : إنك لو بسطت عليهم ثوبا لعمهم ، أو نحو ذلك . 
وروى  أبو داود  عن  سمرة بن جندب   -رضي الله تعالى عنه- قال : أما بعد ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى خيلنا خيل الله إذا فزعنا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة ، والصبر والسكينة إذا قاتلنا . 
وروى  البخاري  عن  أبي هريرة   -رضي الله تعالى عنه- قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال : إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج : إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا ، وإنه لا يعذب بالنار إلا الله عز وجل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					