روى الإمام أحمد والشيخان والطبراني عن جندب بن عبد الله- رضي الله تعالى عنه- قال أصابت أصبع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فدميت ، وفي لفظ قال : بينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض المشاهد إذ أصابه حجر فعثر فدميت أصبعه فقال :
هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت
وروى ابن سعد عن الحسن البصري- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا : . . . . . . . . . . . . . . . كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا
. . . . . . . . . . . . . . . كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
فقال أبو بكر : - رضي الله تعالى عنه- أشهد أنك رسول الله ما علمك الله الشعر وما ينبغي لك .
وروى الإمام أحمد والترمذي وصححه عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- والطبراني في الأوسط عن عكرمة قال : سئلت عائشة - رضي الله عنها- هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل شعرا قط ؟ قالت : كان أحيانا إذا دخل بيته وفي لفظ إذا استراث الخبر تمثل فيه ببيت طرفة .
. . . . . . . . . . . . . . . ويأتيك بالأخبار من لم تزود
رواه البزار عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- .
وروى الإمام أحمد وابن ماجه والشيخان عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وللشيخين وللترمذي أشعر كلمة قالتها العرب كلمة لبيد .
ألا كل شيء ما خلا الله باطل . . . . . . . . . . . . . . . .
وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم .
وروى الإمام أحمد وابن السكن عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- أن [ ص: 353 ]
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشد قول أمية بن أبي الصلت :
زحل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث موصد
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
وروى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد . . . . . . الحديث .
الباب الخامس فيما طلب إنشاده من غيره- صلى الله عليه وسلم-
روى الإمام أحمد والبخاري في الأدب ومسلم وابن ماجه عن الشريد بن سويد الثقفي- رضي الله تعالى عنه- قال : أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خلفه فقال هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت ؟ قلت : نعم قال أنشدني ، فأنشدته بيتا فقال : هيه فلم يزل يقول هيه حتى أنشدته مائة بيت وفي لفظ مائة قافية ، فقال : لقد كاد أن يسلم ، والله أعلم . [ ص: 354 ]


