الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السادس في تكثيره صلى الله عليه وسلم ماء قطيعة برهاط باليمن

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو نعيم عن راشد بن عبد ربه السلمي قال : كان الصنم الذي يقال له سواع بالمعلاة قال : فأرسلتني بنو ظفر بهدية إليه فألفيت مع الفجر إلى صنم قبل صنم سواع ، وإذا صارخ يصرخ من جوفه العجب كل العجب من خروج نبي من بني عبد المطلب يحرم الزنا والربا والذبح للأصنام وحرست السماء ورمينا بالشهب ، ثم هتف هاتف من جوف صنم آخر ترك الضماد وكان يعبد خرج أحمد نبي يصلي الصلاة ويأمر بالزكاة والصيام والبر والصلة للأرحام ، ثم هتف من جوف صنم آخر هاتف إن الذي ورث النبوة والهدى بعد ابن مريم من قريش مهتد نبي يخبر بما سبق ، وما يكون في غد ، قال راشد : فألقيت سواعا مع الفجر وثعلبان يلحسان ما حوله ويأكلان ما يهدى له ثم يعرجان عليه ببولهما فعند ذلك أقول في ذلك :


                                                                                                                                                                                                                              أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب

                                                                                                                                                                                                                              وذلك عند مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

                                                                                                                                                                                                                              فخرج راشد حتى أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلم وبايعه ، ثم طلب منه قطيعة برهاط فأقطعه إياها وأعطاه إداوة مملوءة من ماء ، وتفل فيها ، وقال له : «أفرغها في أعلى القطيعة ولا تمنع الناس فضولها» ففعل فجاء الماء عينا جمة إلى اليوم فغرس عليها النخل


                                                                                                                                                                                                                              ويقال : إن رهاط كلها تشرب منه وسماه الناس ماء الرسول وأهل رهاط يغتسلون منه ويستقون به .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية