ثم انصرف جبريل ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خديجة ، فتوضأ لها حتى توضأت وصلى بها كما صلى به جبريل ، فكانت أول من توضأ وصلى بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإنذار من يأمنه .
فاختلف في أول من أسلم بعد خديجة على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن علي بن أبي طالب أول من أسلم من الذكور وصلى ، وهو ابن تسع سنين ، وقيل : ابن عشر سنين ، وهذا قول زيد بن أرقم وجابر بن عبد الله .
والقول الثاني : أن أول من أسلم وصلى أبو بكر ، رضي الله عنه ، وهو قول أبي أمامة الباهلي . وقال الشعبي : سألت ابن عباس عن أول الناس إسلاما فقال : أما سمعت قول حسان بن ثابت :
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا خير البرية أتقاها وأعدلها
بعد النبي وأوفاها بما حملا الثاني اثنين والمحمود مشهده
وأول الناس منهم صدق الرسلا


