الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : [ غزوة بني قينقاع ]

                                                                                                                                            وغزا غزوة بني قينقاع ، وكان سببها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان وادعهم حين قدم المدينة في جملة من وادعه من اليهود ، فكانوا أول من نقض عهده ، ونبذوه ، وأظهروا البغض والحسد ، فنزل جبريل - عليه السلام - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول الله تعالى : وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين [ الأنفال : 58 ] . فصار إليهم بهذه الآية في يوم السبت النصف في شوال بعد بدر ببضع وعشرين يوما ، واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب ، [ ص: 30 ] وسار إليهم فتحصنوا منه ، وكانوا أشجع اليهود ، فحاصرهم أشد الحصار خمسة عشر يوما ، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب : فنزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى أن له أموالهم ولهم النساء والذرية ، فكتفوا وهو يريد قتلهم ، فكلمه عبد الله بن أبي ابن سلول وكانوا حلفاء الخزرج ، وقال : أحسن فيهم . فأعرض عنه ، فراجعه ، وقال : هؤلاء موالي أربعمائة حاسر ، وثلاثمائة دارع ، قد منعوني من الأحمر ومن الأسود : نحصدهم في يوم واحد ، وإني والله لا آمن وأخاف الدوائر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلوهم لعنهم الله ولعنه معهم وأخذ أموالهم وسلاحهم ، وكانوا صاغة ، ولم يكن لهم حرب . وأمر بإخراجهم إلى " أذرعات " الشام ، فسار بهم عبادة بن الصامت حتى بلغ " دباب " وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس غنائمهم وصفية وسهمه وقسم أربعة أخماسه بين أصحابه ، فكانت أول غنيمة خمسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد بدر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية