الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (87) قوله : بملكنا : قرأ الأخوان بضم الميم. ونافع وعاصم بفتحها، والباقون بكسرها: فقيل: لغات بمعنى واحد كالنقض والنقض. ومعناها: القدرة والتسلط. وفرق الفارسي وغيره بينها فقال: "المضموم معناه: لم يكن [لنا] ملك فنخلف موعدك بسلطانه، وإنما فعلناه بنظر واجتهاد، فالمعنى على: أن ليس لهم ملك.

                                                                                                                                                                                                                                      كقول ذي الرمة:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 90 ]

                                                                                                                                                                                                                                      3313 - لا تشتكى سقطة منها وقد رقصت بها المفاوز حتى ظهرها حدب



                                                                                                                                                                                                                                      أي: لا يقع منها سقطة فتشتكى". وفتح الميم مصدر من ملك أمره. والمعنى: ما فعلناه بأنا ملكنا الصواب، بل غلبتنا أنفسنا. وكسر الميم كثر فيما تحوزه اليد وتحويه، ولكنه يستعمل في الأمور التي يبرمها الإنسان ومعناها كمعنى التي قبلها. والمصدر في هذين الوجهين مضاف لفاعله، والمفعول محذوف أي: بملكنا الصواب.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "حملنا" قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص بضم الحاء وكسر الميم مشددة. وأبو جعفر كذلك إلا أنه خفف الميم، والباقون بفتحهما خفيفة الميم. فالقراءة الأولى والثانية نسبوا فيهما الفعل إلى غيرهم، وفي الثالثة نسبوه إلى أنفسهم.

                                                                                                                                                                                                                                      و "أوزارا" مفعول ثان على غير القراءة الثالثة. و "من زينة" يجوز أن يكون متعلقا بـ "حملنا"، وأن يكون متعلقا بمحذوف على أنه صفة لـ "أوزار".

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: "فكذلك" نعت لمصدر، أو حال من ضميره عند سيبويه أي: إلقاء مثل إلقائنا ألقى السامري.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية