الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (110) قوله : سخريا : مفعول ثان للاتخاذ. وقرأ [ ص: 371 ] الأخوان ونافع هنا وفي ص بكسر السين. والباقون بضمها في المؤمنين. واختلف الناس في معناهما. فقيل: هما بمعنى واحد، وهو قول الخليل وسيبويه والكسائي وأبي زيد. وقال يونس: "إن أريد الخدمة والسخرة فالضم لا غير. وإن أريد الهزء فالضم والكسر. ورجح أبو علي - وتبعه مكي- قراءة الكسر قالا: لأن ما بعدها أليق لها لقوله: "وكنتم منهم تضحكون". قلت: ولا حجة فيه لأنهم جمعوا بين الأمرين: سخروهم في العمل، وسخروا منهم استهزاء. والسخرة بالتاء: الاستخدام، و "سخريا" بالضم- منها، والسخر بدونها: الهزء، والمكسور منه. قال الأعشى:


                                                                                                                                                                                                                                      3431 - إني أتاني حديث لا أسر به من علو لا كذب فيه ولا سخر



                                                                                                                                                                                                                                      ولم يختلف السبعة في ضم ما في الزخرف; لأن المراد الاستخدام وهو يقوي قول من فرق بينهما. إلا أن ابن محيصن وابن مسلم وأصحاب [ ص: 372 ] عبد الله كسروه أيضا، وهي مقوية لقول من جعلهما بمعنى.

                                                                                                                                                                                                                                      والياء في "سخريا" و "سخريا" للنسب زيدت للدلالة على قوة الفعل، فالسخري أقوى من السخر، كما قيل في الخصوص: خصوصية، دلالة على قوة ذلك، قال معناه الزمخشري.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية