الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (112) قوله : قال: كم لبثتم : قرأ الأخوان "قل: كم لبثتم". "قل إن لبثتم" بالأمر في الموضعين، وابن كثير كالأخوين في الأول فقط، والباقون "قال" في الموضعين، على الإخبار عن الله أو الملك. والفعلان مرسومان بغير ألف في مصاحف الكوفة، وبألف في مصاحف مكة [ ص: 373 ] والمدينة والشام والبصرة، فحمزة والكسائي وافقا مصاحف الكوفة وخالفها عاصم، أو وافقها على تقدير حذف الألف من الرسم وإرادتها. وابن كثير وافق في الثاني مصاحف مكة، وفي الأول غيرها، أو أتاها على تقدير حذف الألف وإرادتها. وأما الباقون فوافقوا مصاحفهم في الأول والثاني.

                                                                                                                                                                                                                                      و "كم" في موضع نصب على ظرف الزمان أي: كم سنة. و "عدد" بدل من "كم" قاله أبو البقاء: وقال غيره: إن "عدد سنين" تمييز لـ "كم" وهذا هو الصحيح.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الأعمش والمفضل عن عاصم "عددا" منونا. وفيه أوجه، أحدها: أن يكون "عددا" مصدرا أقيم مقام الاسم، فهو نعت تقدم على المنعوت. قاله صاحب "اللوامح". يعني أن الأصل: "سنين عددا" أي: معدودة، لكنه يلتزم تقديم النعت على المنعوت، فصوابه أن يقول: فانتصب حالا. هذا مذهب البصريين. والثاني: أن "لبثتم" بمعنى عددتم. فيكون نصب "عددا" على المصدر و "سنين" بدل منه. وقال صاحب "اللوامح" أيضا: "وفيه بعد; لعدم دلالة اللبث على العدد". والثالث: أن "عددا" تمييز لـ "كم" و "سنين" بدل منه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية