الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 520 ] آ. (46) قوله : فألقي : قال الزمخشري: "فإن قلت: فاعل الإلقاء ما هو لو صرح به؟ قلت: هو الله عز وجل"، ثم قال: "ولك أن لا تقدر فاعلا; لأن "ألقوا" بمعنى خروا وسقطوا". قال الشيخ: "وهذا ليس بشيء; لأنه لا يبنى الفعل للمفعول إلا وله فاعل ينوب المفعول به عنه. أما أنه لا يقدر له فاعل فقول ذاهب عن الصواب".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "فإذا هي تلقف" قد تقدم خلافهم فيها. وقال ابن عطية هنا: "وقرأ البزي وابن فليح عن ابن كثير بشد التاء وفتح اللام وشد القاف. ويلزم على هذه القراءة إذا ابتدأ أن يحذف همزة الوصل، وهمزة الوصل لا تدخل على الأفعال المضارعة كما لا تدخل على أسماء الفاعلين"، قال الشيخ: "كأنه يخيل إليه أنه لا يمكن الابتداء بالكلمة إلا باجتلاب همزة الوصل، وهذا ليس بلازم، كثيرا ما يكون الوصل مخالفا للوقف، والوقف مخالفا للوصل، ومن له تمرن في القراءات [681/أ] عرف ذلك". قلت: يريد قوله: "فإذا هي تلقف" فإن البزي يشدد التاء، إذ الأصل: تتلقف بتاءين فأدغم، فإذا وقف على "هي" وابتدأ تتلقف فحقه أن يفك ولا يدغم; لئلا يبتدأ بساكن وهو غير ممكن، وقول ابن عطية: "ويلزم على هذه القراءة" إلى آخره تضعيف للقراءة لما ذكره هو: من أن همزة الوصل لا تدخل على الفعل المضارع، ولا يمكن الابتداء [ ص: 521 ] بساكن، فمن ثم ضعفت. وجواب الشيخ بمنع الملازمة حسن، إلا أنه كان ينبغي أن يبدل لفظة الوقف بالابتداء; لأنه هو الذي وقع الكلام فيه، أعني الابتداء بكلمة "تلقف".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية