الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 5 ] (66) السادس والستون من شعب الإيمان " وهو باب في مباعدة الكفار والمفسدين والغلظ عليهم "

قال الله عز وجل : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) .

وقال : ( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ) .

وقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) .

إلى قوله : ( تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل ) .

وقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون ) .

وقال : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير ) .

إلى غير ذلك من الآيات التي وردت في كتاب الله في معنى ما ذكرنا .

قال : فدلت هذه الآيات وما في معناها على أن المسلم لا ينبغي له أن يواد كافرا .

[ ص: 6 ] وإن كان أباه أو ابنه أو أخاه ولا يقاربه ، ولا يجريه في الخلطة والصحبة مجرى مسلم منه وإن بعد ، وبسط الكلام في شرح ذلك ، وقد ذكرنا أكثر ذلك في "كتاب السنن " وغيره من كتبنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية