الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 8926 ] أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي رحمه الله ، أخبرنا عبد الله بن [ ص: 7 ] محمد بن الحسن الشرقي ، حدثنا عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي ، حدثنا سفيان بن عيينة - ح .

وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري ، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، حدثنا عبد الجبار ، حدثنا سفيان ، سمعناه من عمرو ، يقول : أخبرني حسن بن محمد ، أخبرني عبيد الله بن أبي رافع - وهو كاتب علي - قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد ، قال : "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب ، فخذوه منها " فانطلقنا ، تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا لها : أخرجي الكتاب ، فقالت : ما معي من كتاب ، فقلنا : لتخرجي الكتاب وإلا لتلقين الثياب ، فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش من المشركين من أهل مكة فخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما هذا يا حاطب " ؟ فقال : يا رسول الله ، لا تعجل علي ، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ، ولم أكن من القوم ، وكل من معك من المهاجرين لهم قرابة بمكة ، يحمون قرابتهم وأهليهم ، ولم يكن لي قرابة أحمي بها أهلي ، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وأهلي ، والله يا رسول الله ، ما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ، ولا أرضى بالكفر بعد الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن هذا قد صدقكم " فقال عمر بن الخطاب : [ ص: 8 ] يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال : "إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله تعالى قد اطلع على أهل بدر وقال : اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم " وأنزل فيه : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) الآية .

[ 8927 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا علي بن حمشاذ العدل ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو بن دينار ، أخبرني الحسن بن محمد بن علي ، أنه سمع عبد الله بن أبي رافع كاتب علي بن أبي طالب ، قال سمعت علي بن أبي طالب يقول : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بمثله غير أنه قال : يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة ، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن اتخذ عندهم يدا ، يحمون بها قراباتي ، وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ، ثم ذكره وقال في آخره : فقال عمرو بن دينار : فنزلت فيه . ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ) الآية .

قال سفيان : فلا أدري أذلك من الحديث أم قول عمرو بن دينار ؟

رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي .

ورواه مسلم عن ابن أبي عمر وغيره عن سفيان .

[ ص: 9 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية