الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 8973 ] أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا زيد بن بشر ، حدثنا شعيب بن يحيى ، قال : قدم يعقوب بن الأشج فدخل على عيسى بن أبي عطاء فسلم عليه - وكان على مصر وكان من أهل المدينة - فقال له عيسى : هنيئا لكم تغزون وترابطون ، ولا نقدر نغزو ونرابط ، فقال له يعقوب : وأنت في خير ، فلما خرج ، قال : ما صنعت لقد تكلمت بكلمة ما أراها يكفرها إلا الشهادة ، فتجهز وخرج إلى الغزو ، قال : فلبس سلاحه ، وربط وسطه ، وجلس ينتظر خروج القوم [ فقال لهم : من ولي علينا ؟ قالوا : فلان البري ، فقال : البري يطير فلا يرجع - وكأنه تطير باسمه - قال : وما علي من ولي علينا ] فنام وهو [ ص: 37 ] جالس ثم انتبه ، فقال لمن حوله : رأيت والله الساعة كأني أدخلت الجنة وشربت فيها لبنا ، فقالوا له : فإنا نعزم عليك إلا استقيت فاستقاء فقاء لبنا ، ثم خرج مع السرية فأصيبت [ السرية بموضع يقال له بخيرة الطير ] فقدم بكير بن الأشج بعده ، فقيل له : لا تدخل فسلم على عيسى بن أبي عطاء ، فقال : إنه لرجل لا نظرت إلى وجهه أبدا ، أخاف أن أزل كما زل أخي .

التالي السابق


الخدمات العلمية