الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 9065 ] وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا علي بن الحسن بن بيان المقرئ ، حدثنا محمد بن الفضل أبو النعمان .

[ ص: 74 ] وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أبو بكر بن محمويه العسكري ، حدثنا عثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك ، حدثنا الصعق بن حزن ، عن عقيل الجعدي ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن سويد بن غفلة ، عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عبد الله بن مسعود " قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : "يا عبد الله بن مسعود " قلت : لبيك يا رسول الله! قال : "يا عبد الله بن مسعود " قلت : لبيك يا رسول الله ، ثلاث مرار [ قال : "أتدري أي عرى الإيمان أوثق ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : "الولاية في الله : الحب فيه والبغض فيه ، يا عبد الله بن مسعود " قلت : لبيك يا رسول الله ، ثلاث مرار ] قال : "هل تدري أي الناس أفضل ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : "أفضل الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم يا عبد الله بن مسعود " قلت : لبيك يا رسول الله ، ثلاث مرار ، قال : "هل تدري أي [ ص: 75 ] الناس أعلم " قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : "أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس ، وإن كان مقصرا في العمل ، وإن كان يزحف على استه ، واختلف من كان قبلنا على اثنتين وسبعين فرقة ، نجا منها ثلاث ، وهلك سائرها ، فرقة آزت الملوك وقاتليهم على دين الله عز وجل ، ودين عيسى ابن مريم حتى قتلوا ، وفرقة لم تكن لهم طاقة بمؤازاة الملوك ، فأقاموا بين ظهراني قومهم ، فدعوهم إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم ، فأخذتهم الملوك فقتلتهم ، ونشرتهم وقطعتهم بالمناشير ، وفرقة لم يكن لهم طاقة بمؤازاة الملوك ، ولا بأن يقيموا بين ظهراني قومهم ، فدعوهم إلى دين الله ودين عيسى ابن مريم ، فساحوا في الجبال ، وترهبوا فيها ، فهم الذين قال الله عز وجل : ( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ) - إلى قوله - ( فاسقون ) .

والمؤمنون الذين آمنوا بي ، وصدقوني ، والفاسقون الذين كذبوا بي وجحدوني " .


التالي السابق


الخدمات العلمية