الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
(70) السبعون من شعب الإيمان " وهو باب في الصبر على المصائب وعما تنزع النفس إليه من لذة وشهوة "

قال الله عز وجل : ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) .

أراد بالصبر الصوم قال الإمام أحمد : وروينا هذا عن مجاهد وهذا لما في الصيام من الصبر عن الطعام والشراب المعتادين بالنهار مع تحرك الطبع نحوهما ونزوع النفس إليهما ، ولهذا قيل لشهر رمضان شهر الصبر ، وقد مضى الخبر فيه في باب الصيام .

وقيل : أراد بالصبر الصبر على ما يعرض للمسلمين من قتل أعدائهم المشركين ، ثم قال : ( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) .

فقيل : رجعت الكناية إلى الصلاة وحدها ، وقيل : رجعت إلى كل واحد منهما بمعنى الخصلة أو الطاعة أو الفعلة كأنه قال : وإن كل واحدة من هاتين الخصلتين لكبيرة أي شاقة إلا على الخاشعين ( الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم ) في ذلك الوقت فهم يحبون أن يردوا إلى الله صائمين مصلين ، قال جل جلاله : ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ) .

فالأشبه بالصبر في هذه الآية الصبر على الشديدة لأنه أتبع مدح الصابرين بقوله تعالى : ( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) [ ص: 173 ] وبسط الكلام في معنى هذه الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية