الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 9687 ] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، أخبرنا أبو عبد الله الصفار ، حدثنا أبو بكر بن [ ص: 433 ] أبي الدنيا ، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير ، حدثنا أبو داود ، عن مبارك بن فضالة ، قال : شهدت الحسن في مسجد الجامع ، وجاء رجل من فارس فقال : إني لم أجئ حتى مات سعيد بن الحسن ، قلنا : فلا نخبره قال : وكأنا قلنا أخبره فما ترك الحسن يبلغ إلى البيت حتى نعاه إليه ، قال : فما تملك الحسن أن وضع يده على الحائط ، ثم قال : دخلنا عليه ولما نفق بكى ، ومعنا بكر بن عبد الله المزني فقال : يا أبا سعيد إنك معلم هذا المصر ومؤدبهم ، وإنهم لا يرون منك اليوم شيئا إلا سعوا به عشائرهم وقبائلهم ، فتكلم الحسن ، فقال : الحمد لله الذي جعل هذه الرحمة في قلوب المؤمنين ، فيرحم بها بعضهم بعضا ، تدمع العين ويحزن القلب ، وليس ذلك بالجزع ، إنما الجزع ما كان باللسان واليد ، الحمد لله الذي لم يجعل حزن يعقوب عليه ذنبا أن قال : ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ) رحم الله سعيدا وتجاوز عن سيئاته : ( في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) ثم قال : والله ما كانت لتنزل شديدة إلا أحب أن يكون به دوني قال أبو داود : قلت للمبارك : ما كان الحسن يرد عليهم إذا عزوه قال : كان يقول : فعل الله ذلك بنا وبكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية