الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ 9305 ] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ في "التاريخ " أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد الله بن المبارك ، حدثنا عمرو بن هشام ، حدثنا عبد الله بن الجراح القهستاني ، حدثنا عبد الخالق بن إبراهيم بن طهمان ، عن أبيه ، عن بكر بن خنيس ، عن ضرار بن عمرو ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : توفي ابن لعثمان بن مظعون فحزن عليه حزنا شديدا واتخذ في داره مصلى يتعبد فيه ، وغاب عن النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة فسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنه مات له ابن ، وأنه حزن عليه حزنا شديدا ، وأنه اتخذ في داره مصلى يتعبد فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ادعه لي وبشره بالجنة " فلما أتاه فقال له : "يا عثمان بن مظعون ، أما ترضى أن للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب ، لا تنتهي إلى باب من أبواب الجنة ، إلا وجدت ابنك قائما عنده ، آخذا بحجزتك يشفع لك عند ربك ؟ " قال بلى يا رسول الله ، قال أصحاب محمد : ولنا في أبنائنا مثل ذلك ؟ قال : "نعم ، ولكل من احتسب من أمتي " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عثمان ، هل تدري ما رهبانية الإسلام ؟ الجهاد في سبيل الله ، يا عثمان ، من صلى الغداة في الجماعة ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس كانت له كحجة مبرورة ، وعمرة متقبلة ، ومن صلى صلاة الظهر في جماعة كانت له كخمس وعشرين صلاة كلها مثلها ، وسبعين درجة في الفردوس ، ومن صلى صلاة العصر في جماعة ثم ذكر الله حتى تغرب الشمس كانت له كعتق ثمانية من ولد إسماعيل ، دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا ومن صلى صلاة المغرب في جماعة كانت له خمس وعشرون صلاة كلها مثلها ، وسبعون درجة في جنة عدن ، ومن صلى العشاء في جماعة كانت له كأجر ليلة القدر " .

[ ص: 222 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية