الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإذا قذف الرجل نساءه : فعليه أن يفرد كل واحدة منهن بلعان ) ، هذا المذهب ، وإحدى الروايات ، قال في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب : يفرد كل واحدة منهن بلعان على ظاهر كلام أصحابنا ، وجزم به في الوجيز ، والمنور ، ومنتخب الأدمي ، وغيرهم ، واختاره ابن عبدوس في تذكرته ، وغيره ، وقدمه في المحرر ، والشرح ، والنظم ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، والفروع ، وغيرهم ، [ ص: 242 ] وعنه : يجزئه لعان واحد ، وهو احتمال في الهداية ، وأطلقهما في الخلاصة ، وعنه : إن كان القذف بكلمة واحدة : أجزأه لعان واحد ، وإن قذفهن بكلمات : أفرد كل واحد بلعان ، فعلى القول بأنه يفرد كل واحدة بلعان : يبدأ بلعان التي تبدأ بالمطالبة ، فإن طالبن جميعا وتشاححن : بدأ بإحداهن بالقرعة ، وإن لم يتشاححن : بدأ بلعان من شاء منهن ، ولو بدأ بواحدة منهن بغير قرعة مع المشاحة : صح .

تنبيه :

قوله في تتمة الرواية الثانية ( فيقول : أشهد بالله إني لمن الصادقين فيما رميتكن به من الزنا ، وتقول كل واحدة : أشهد بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا ) ، هذه الزيادة وهي قوله " فيما رميتكن به من الزنا " و " فيما رماني به من الزنا " مبنية على القول الذي جزم به في أول الباب عند صفة ما يقول هو وتقول هي ، وتقدم الخلاف هناك فكذا الحكم هنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية