أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم . ولم يره . وروي : أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له .
روى عن : الأسود بن سريع (قد) ، وجارية بن قدامة السعدي ، والزبير بن العوام (س) ، وسعد بن أبي وقاص (س) ، وطلحة بن عبيد الله (س) ، والعباس بن عبد المطلب (د ت ق) ، وعبد الله بن مسعود (م د) ، وعثمان بن عفان (س) ، وعلي بن أبي طالب (س) ، وعمر بن الخطاب ، وأبي بكرة الثقفي (خ م د س) ، وأبي ذر الغفاري (خ م) .
روى عنه : الحسن البصري (خ م ق) ، وحميد بن هلال العدوي ، وخالد أبو إدريس البصري ، وخليد العصري (م) ، وطلق بن حبيب العنزي (م د) ، وعبد الله بن عميرة (د ت ق) ، وعبد الله بن يزيد الباهلي ، وعمر ويقال : عمرو بن جاوان (س) ، ومالك بن دينار ، وهارون بن رئاب ، وأبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير (خ م) .
قال علي بن زيد بن جدعان ، عن الحسن البصري ، عن الأحنف بن قيس : بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان بن عفان ، إذ لقيني رجل من بني ليث ، فأخذ بيدي ، فقال : ألا أبشرك ؟ قلت : بلى . قال : تذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك بني [ ص: 284 ] سعد ، فجعلت أعرض عليهم الإسلام ، وأدعوهم إليه ، فقلت أنت : إنه ليدعو إلى خير ، وما أسمع إلا حسنا ، فإني ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " اللهم اغفر للأحنف " .
فما شيء عندي أرجى من ذلك .
وقال معمر عن الحسن : ما رأيت شريف قوم أفضل من الأحنف .
وقال عبد الله بن عون ، عن الحسن : ذكروا عند معاوية شيئا ، فتكلموا والأحنف ساكت ، فقال معاوية : تكلم يا أبا بحر .
فقال : أخاف الله إن كذبت ، وأخافكم إن صدقت .
وقال ابن عون ، عن الحسن : قال الأحنف : لست بحليم ولكني أتحالم .
وقال ضمرة بن ربيعة ، عن السري ، عن يحيى : عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة .
وقال محمد بن سلام الجمحي ، عن مسلمة بن محمد الثقفي : قالت بنو تميم للأحنف : سودناك ورفعناك ، قال : فمن سود شبل بن معبد ولا عشيرة له ؟ !
[ ص: 285 ] وقال أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس : قال سفيان : ما وزن عقل الأحنف بعقل إلا وزنه .
وقال جرير عن مغيرة : قال الأحنف : ذهبت عيني منذ أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد .
وقال سلام بن مسكين ، عن بعض أصحاب الحسن ، عن الحسن : نعم السيدان الجارود والأحنف .
وقال ضمرة بن ربيعة ، عن حفص بن عمر : قال رجل للأحنف : يا أبا بحر هل زنيت قط ؟ قال : أما منذ أسلمت فلا ، ثم لقيه بعد ذلك ، فقال له : يا أبا بحر تعرفني ؟ قال : أعرفك جليس سوء .
وقال علي بن زيد ، عن الحسن ، عن الأحنف بن قيس : قدمت على عمر بن الخطاب ، فاحتبسني حولا ، فقال : يا أحنف ، إني قد بلوتك وخبرتك ، وخبرت علانيتك ، فلم أر إلا خيرا ، وأنا أرجو أن تكون سريرتك مثل علانيتك ، وإنا كنا نتحدث أنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم ، وكتب إلى أبي موسى : أن انظر الأحنف فأدنه ، وشاوره ، واسمع منه .
وقال ضمرة ، عن ابن شوذب : وفد الأحنف على عمر ، فاحتبسه بالمدينة سنة ، ثم أذن له . قال : تدري لم حبستك ؟ قال : لا ، قال : لأني كنت - يعني - أخاف أن تكون منافقا عليم اللسان ، فإذا أنت مؤمن عليم اللسان .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي : بصري تابعي ثقة ، [ ص: 286 ] وكان سيد قومه ، وكان أعور أحنف دميما قصيرا كوسجا ، له بيضة واحدة . قال له عمر : ويحك يا أحينف ، لما رأيتك ازدريتك ، فلما نطقت ، قلت : لعله منافق فيء صنع اللسان ، فلما اختبرتك حمدتك ، ولذلك حبستك - حبسه سنة يختبره - فقال عمر : هذا والله السيد .
وروي عنه أنه قال : ما رددت عن حاجة قط . قيل له : ولم ؟ قال : لأني لا أطلب المحال .
وأنه قال : إني لأدع كثيرا من الكلام مخافة الجواب .
وذكر أن عينه أصيبت بسمرقند ، وقيل : إنما ذهبت بالجدري .
وقال يعقوب بن شيبة : كان جوادا حليما ، وكان رجلا صالحا ، أدرك أمر الجاهلية ، وذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ، فاستغفر له .
وقال سليمان بن أبي شيخ : كان أحنف الرجلين جميعا ، ولم يكن له إلا بيضة واحدة ، وكان اسمه صخر بن قيس ، وأمه امرأة من باهلة ، وكانت ترقصه وتقول :
والله لولا حنف برجله * وقلة أخافها من نسله ما كان في فتيانكم من مثله
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل البصرة ، [ ص: 287 ] قال : وكان ثقة مأمونا قليل الحديث .
وذكر الحاكم أبو عبد الله : أنه هو الذي افتتح مرو الروذ ، قال : وكان الحسن ومحمد بن سيرين في جيشه .
وقال عبيد الله بن عمر القواريري : حدثنا شريك بن الخطاب العنبري شيخ بلعنبر ، وكان معاذ يروي عنه هذه الأحاديث ، عن عتبة بن صعصعة ، قال : رأيت مصعب بن الزبير في جنازة الأحنف متقلدا سيفا ليس عليه رداء ، وهو يقول : ذهب اليوم الحزم والرأي .
قيل : مات سنة سبع وستين .
وقيل : سنة اثنتين وسبعين بالكوفة .
روى له الجماعة .


