الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          294 - (خ خد ت س ق ) : آدم بن أبي إياس ، واسمه عبد الرحمن بن محمد ، ويقال : ناهية بن شعيب الخراساني المروذي ، أبو الحسن العسقلاني . مولى بني تميم ، أو تيم ، أصله من خراسان ونشأ ببغداد ، وبها طلب الحديث ، وكتب عن شيوخها ، ثم رحل إلى الكوفة والبصرة والحجاز ومصر والشام ، ولقي الشيوخ ، وسمع منهم ، واستوطن عسقلان ، إلى أن مات بها في جمادى الآخرة سنة عشرين ومائتين ، وقيل : سنة [ ص: 302 ] إحدى وعشرين ومائتين ، وهو ابن ثمان وثمانين ، وقيل : ابن نيف وتسعين .

                                                                          روى عن : إسرائيل بن يونس (خ س) ، وإسماعيل بن عياش ، وأبي ضمرة أنس بن عياض ، وأيوب بن عتبة ، وبقية بن الوليد ، وبكر بن خنيس ، وبكر بن عبد الله البصري ، وحبان بن علي العنبري ، وحريز بن عثمان الرحبي ، وحفص بن ميسرة الصنعاني (خ) ، وحماد بن سلمة (سي) ، والربيع بن بدر ، والربيع بن صبيح ، وركن بن عبد الله الشامي صاحب مكحول ، وأبي خالد سليمان بن حيان الأحمر (سي) ، وسليمان بن المغيرة (خ س) ، وسلام بن مسكين (ق) ، وشعبة بن الحجاج (خ ت) ، وشعيب بن رزيق بن أبي شيبة المقدسي (خد) ، وأبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن النحوي (خ ت س) ، وعباد بن عباد الأرسوفي الخواص ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الحميد بن بهرام ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، وأبي مالك عبد الملك بن حسين النخعي ، وعون بن موسى ، وأبي جعفر عيسى بن ماهان الرازي (خد) ، وعيسى بن ميمون المدني (ق) ، وأبي صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة ، وقيس بن الربيع ، والليث بن سعد (خ س) ، ومبارك بن فضالة ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وأبي هلال محمد بن سليم الراسبي ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب (خ) ، والمسيب بن شريك ، وأبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني ، وهشيم بن بشير ، والهيثم بن [ ص: 303 ] جماز ، وورقاء بن عمر اليشكري .

                                                                          روى عنه : البخاري (ت) ، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي المقدسي ، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري ، وإبراهيم بن الهيثم البلدي ، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري (ق) ، وأحمد بن عبد الله اللحياني العكاوي ، وأحمد بن محمد بن شبويه المروزي (خد) ، وإسحاق بن إسماعيل الرملي ، نزيل أصبهان وهو آخر من حدث عنه ، وإسحاق بن سويد الرملي (خد) ، وإسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه ، وبشر بن بكر التنيسي وهو من أقرانه ، وثابت بن السميدع الأنطاكي ، وأبو معن ثابت بن نعيم الهوجي العسقلاني ، وأبو جعفر محمد بن حماد القلانسي الرملي ، وحميد بن الأصبغ العسقلاني ، والربيع بن محمد اللاذقي ، وعبد الله بن الحسين المصيصي ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت) ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وابنه عبيد بن آدم بن أبي إياس (سي) ، وعمرو بن منصور النسائي (س) ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي (سي) ، ومحمد بن خلف العسقلاني (س ق) ، وأبو قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني ، وأبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين ، ومحمد بن يحيى بن كثير الحراني (سي) ، وموسى بن سهل الرملي (سي) ، وهاشم بن مرثد الطبراني ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي (قد) ، ويعقوب بن سفيان الفارسي .

                                                                          [ ص: 304 ] قال أبو داود : ثقة .

                                                                          قال : وقال أحمد : كان مكينا عند شعبة .

                                                                          وقال محمد بن سهل بن عسكر ، عن أحمد بن حنبل : كان من الستة أو السبعة الذين كانوا يضبطون الحديث عند شعبة .

                                                                          وقال أبو العباس بن عقدة ، عن القاسم بن عبد الله بن عامر : سمعت يحيى بن معين : سئل عن آدم بن أبي إياس ، فقال : ثقة ، ربما حدث عن قوم ضعفى .

                                                                          وقال النسائي : لا بأس به .

                                                                          وقال أبو حاتم : ثقة مأمون . متعبد من خيار عباد الله .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق الثقفي السراج ، عن إبراهيم بن الهيثم البلدي : بلغ آدم بن أبي إياس نيفا وتسعين سنة ، وكان لا [ ص: 305 ] يخضب ، كان أشغل من ذلك أن يخضب - يعني من العبادة .

                                                                          وقال الحسين بن القاسم الكوكبي : حدثني أبو علي المقدسي ، قال : لما حضرت آدم بن أبي إياس الوفاة ، ختم القرآن وهو مسجى ، ثم قال : بحبي لك إلا رفقت لهذا المصرع ، كنت أؤملك لهذا اليوم ، كنت أرجوك ، ثم قال : لا إله إلا الله ، ثم قضى .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ ، قال : أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي ، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل ، قالا : حدثنا إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل المعدل ، قال : حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي ، فذكره .

                                                                          وبه : أخبرنا أبو بكر الحافظ ، قال : أخبرنا الحسن بن علي التميمي ، قال : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن مسعدة الأصبهاني ، قال : حدثنا أبو يحيى مكي بن عبد الله بن يوسف الثقفي ، قال : حدثنا أبو بكر الأعين ، قال : أتيت آدم العسقلاني ، فقلت له : عبد الله بن صالح كاتب الليث يقرئك السلام . قال : لا تقرئه مني السلام ! فقلت له : لم ؟ قال : لأنه قال : القرآن مخلوق ، قال : فأخبرته بعذره ، وأنه أظهر الندامة ، وأخبر الناس بالرجوع . قال : فأقرئه السلام ! فقلت له بعد : إني أريد أن أخرج إلى بغداد ، فلك حاجة ؟ قال : [ ص: 306 ] نعم ، إذا أتيت بغداد ، فائت أحمد بن حنبل ، فأقرئه مني السلام . وقل له : يا هذا اتق الله ، وتقرب إلى الله بما أنت فيه ، ولا يستفزنك أحد ، فإنك إن شاء الله مشرف على الجنة ، وقل له : حدثنا الليث بن سعد ، عن محمد بن عجلان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أرادكم على معصية الله فلا تطيعوه " . فأتيت أحمد بن حنبل في السجن ، فدخلت عليه ، فسلمت عليه ، وأقرأته السلام ، وقلت له هذا الكلام والحديث ، فأطرق أحمد إطراقة ، ثم رفع رأسه ، فقال : رحمه الله حيا وميتا ، فلقد أحسن النصيحة .

                                                                          قال محمد بن سعد : كان من أبناء أهل خراسان ، من أهل مرو الروذ ، طلب الحديث ببغداد ، وسمع من شعبة سماعا كثيرا صحيحا ، ثم انتقل ، فنزل عسقلان ، فلم يزل هناك حتى مات بها في خلافة أبي إسحاق بن هارون في جمادى الآخرة سنة عشرين ومائتين ، وهو ابن ثمان وثمانين سنة .

                                                                          وكذلك قال يعقوب بن سفيان ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي : إنه مات سنة عشرين ومائتين .

                                                                          [ ص: 307 ] وقال أبو زرعة الدمشقي : مات سنة إحدى وعشرين ومائتين .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه بشر بن بكر التنيسي ، وإسحاق بن إسماعيل الرملي ، وبين وفاتيهما ثمانون ، وقيل : ثلاث وثمانون سنة .

                                                                          روى له أبو داود ، في كتاب " الناسخ والمنسوخ " وغيره ، والباقون سوى مسلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية