الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          338 - (بخ د س ) : إسحاق بن أبي إسرائيل ، واسمه إبراهيم بن كامجر المروزي ، أبو يعقوب ، نزيل بغداد .

                                                                          [ ص: 399 ] روى عن : إبراهيم بن سعد الزهري ، وجعفر بن سليمان الضبعي ، وحسين بن علي الجعفي ، وحماد بن زيد ، وحمزة بن الحارث بن عمير ، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ، وسفيان بن عيينة ، وسليم بن أخضر ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وعباد بن ليث الكرابيسي ، وعبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان ، وعبد الله بن جعفر بن نجيح المديني ، وعبد الله بن رجاء المكي ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وعبد القدوس بن حبيب الشامي ، وأبي هشام عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ، وعبد الواحد بن زياد ، وعبد الوارث بن سعيد ، وعلي [ ص: 400 ] بن هاشم بن البريد ، وعيسى بن يونس ، وفضيل بن عياض ، وكثير بن عبد الله الأبلي ، ومحمد بن جابر الحنفي اليمامي ، ومحمد بن المنيب العدني (سي) ، والنضر بن شميل ، والنضر بن علقمة (بخ) ، وهشام بن يوسف الصنعاني (د) ، ورأى زائدة بن قدامة .

                                                                          روى عنه : البخاري في كتاب " الأدب " ، وأبو داود ، وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي القاضي (سي) ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ، وأبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زياد الشعراني أخو أبي الليث الفرائضي ، وبقي بن مخلد الأندلسي ، والحسن بن سفيان ، وزكريا بن يحيى السجزي (سي) ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن ناجية ، وعبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية ، وأبو العباس عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أعين البزاز البغدادي ، وعلي بن غالب البتلهي ، والفضل بن سهل الأعرج ، والقاسم بن زكريا المطرز ، ومحمد بن إسحاق الثقفي السراج ، ومحمد بن [ ص: 401 ] جابر بن حماد الفقيه ، وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن أعين ، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز صاعقة ، وهارون بن عبد الله الحمال ، وابنه يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل ، ويعقوب بن شيبة السدوسي .

                                                                          وسمع منه : عبد الرحمن بن مهدي حديثا ، وهو من شيوخه .

                                                                          وكتب عنه : يحيى بن معين عدة أجزاء ، وهو من أقرانه .

                                                                          قال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن حبان : وجدت في كتاب أبي بخط يده : قال أبو زكريا : وابن أبي إسرائيل من ثقات المسلمين ، ما كتب حديثا قط عن أحد من الناس ، إلا ما ضبطه هو في ألواحه أو كتابه .

                                                                          وقال : سألت أبا زكريا ، قلت : اختلف ابن أبي إسرائيل والقواريري ، في حديث عن ابن مهدي ، فقال : ابن أبي إسرائيل ، أثبت من القواريري ، وأكيس وأضبط منه ومن أبيه ومن أهل قريته أجمعين ، ثقة ، مأمون ، ضابط ، والقواريري ثقة صدوق ، وليس هو مثل إسحاق .

                                                                          وقال في موضع آخر : ذكر أبو زكريا ابن أبي إسرائيل ، فقال : الثقة الصادق المأمون ، ما زال معروفا بالدين والخير [ ص: 402 ] والفضل ، قيل له : في حديث المبارك بن سعيد ؟ فقال أبو زكريا : لو قال أبو يعقوب : إني قد سمعت كل حديث عند مبارك بن سعيد ، لكان الثقة الصادق المأمون .

                                                                          وقال أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي : كنت تركت حديث إسحاق بن أبي إسرائيل ، فقال لي حبيش بن مبشر : لا تفعل فإني رأيت مع يحيى بن معين جزءا : فقلت له : يا أبا زكريا ، كتبت عن إسحاق بن أبي إسرائيل ؟ فقال : كتبت عنه سبعة وعشرين جزءا قبل هذا .

                                                                          وقال أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي : سمعت يحيى بن معين يقول : إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة .

                                                                          قال أبو سعيد : إسحاق بن أبي إسرائيل ، لم يكن أظهر الوقف ، حين سألت يحيى بن معين عنه ، وهذه الأشياء التي ظهرت عليه بعد ، ويوم كتبنا عنه كان مستورا عنه .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : سريج بن يونس شيخ صالح صدوق ، وإسحاق بن أبي إسرائيل أثبت منه .

                                                                          وقال الدارقطني : إسحاق بن أبي إسرائيل ثقة .

                                                                          [ ص: 403 ] وقال أبو القاسم البغوي : كان ثقة مأمونا ، إلا أنه كان قليل العقل .

                                                                          وقال صالح بن محمد الحافظ : صدوق في الحديث ، إلا أنه كان يقول : القرآن كلام الله ويقف .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي : تركوه لموضع الوقف : وكان صدوقا .

                                                                          وقال أحمد بن الخضر الخزاعي : سمعت محمد بن جابر بن حماد الفقيه وحدثنا عن إسحاق بن أبي إسرائيل فسئل عن عدالته ، فقال : لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم .

                                                                          وقال علي بن محمد بن سعيد الموصلي ، عن شاهين بن السميدع العبدي : سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول : إسحاق بن أبي إسرائيل ، واقفي مشؤوم ، إلا أنه صاحب حديث كيس .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق السراج : سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول : هؤلاء الصبيان يقولون : كلام الله غير مخلوق ، ألا قالوا : كلام الله وسكتوا - ويشير إلى دار أحمد بن حنبل .

                                                                          [ ص: 404 ] وقال أحمد بن محمد بن أبي سلم الرازي ، عن حفص بن عمر المهرقاني : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم واقفا على إسحاق بن أبي إسرائيل ، وهو يقول له : قد عنيتني إليك من ألف وخمسين فرسخا ، أنت الذي تقف في القرآن ؟ ! .

                                                                          وقال الحافظ أبو بكر الخطيب فيما أخبرنا به أبو العز الشيباني ، عن أبي اليمن الكندي ، عن أبي منصور القزاز ، عنه : أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني بها ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يوسف الريحاني ، قال : حدثنا أبو علي الحسين بن إسماعيل الفارسي ، قال : سألت عبدوس بن عبد الله بن محمد بن مالك بن هانئ النيسابوري عن إسحاق بن أبي إسرائيل ، فقال : كان حافظا جدا ، ولم يكن مثله في الحفظ والورع ، وكان لقي المشايخ ، فقلت : كان يتهم بالوقف ؟ قال : نعم ، اتهم ولم يكن بمتهم .

                                                                          وبه : قال : أخبرنا الحسين بن علي الصيمري قال : حدثنا علي بن الحسن الرازي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : قال مصعب بن عبد الله : ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل ، فقال : لا أقول [ ص: 405 ] كذا ، ولا أقول غير ذا - يعني في القرآن - فناظرته ، فقال : لم أقل على الشك ، ولكني أسكت ، كما سكت القوم قبلي . قال مصعب : فأنشدته هذا الشعر ، فأعجبه وكتبه ، وهو شعر قيل منذ أكثر من عشرين سنة :

                                                                          أأقعد بعدما رجفت عظامي وكان الموت أقرب ما يليني     أجادل كل معترض خصيم
                                                                          وأجعل دينه غرضا لديني     وأترك ما علمت لرأي غيري
                                                                          وليس الرأي كالعلم اليقين     وما أنا والخصومة وهي لبس
                                                                          تصرف في الشمال وفي اليمين     وقد سنت لنا سنن قوام
                                                                          يلحن كغرة الفلق المبين     وما عوض لنا منهاج حمق
                                                                          بمنهاج ابن آمنة الأمين     فأما ما علمت فقد كفاني
                                                                          وأما ما جهلت فجنبوني     فلست بمكفر أحدا يصلي
                                                                          ولن أجرمكم أن تكفروني [ ص: 406 ]     وكنا آخرا نرمي جميعا
                                                                          ونرمي كل مرتاب ظنين     فما برح التكلف أن تساوت
                                                                          بشان واحد فرق الشؤون     فأوشك أن تخر عماد بيت
                                                                          وينقطع القرين عن القرين



                                                                          فلما كتبه ، قال لي : يا أبا عبد الله ، لا أجاوز هذا .

                                                                          قال أبو بكر أحمد بن زهير : فقلت : أنا لمصعب هذا قد كتب الحديث منذ كذا وكذا ، لا يجاوز هذا الشعر ؟

                                                                          قال موسى بن هارون بن عبد الله الحمال : أخبرني أبي أن مولد ابن أبي إسرائيل سنة خمسين ومائة . وأخبرني أبي أنه [ ص: 407 ] سمع إسحاق بن أبي إسرائيل سنة مائتين يذكر أنه ابن خمسين سنة .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : مولده سنة إحدى وخمسين ومائة .

                                                                          وقال البخاري ، وأحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي ، وعبد الباقي بن قانع : مات سنة خمس وأربعين ومائتين .

                                                                          زاد ابن قانع : في شعبان بسر من رأى .

                                                                          وزاد الثقفي : وولد في سنة خمسين ومائة .

                                                                          وقال أبو القاسم البغوي ، وأبو غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي : مات سنة ست وأربعين ومائتين .

                                                                          زاد البغوي : في شعبان بسامرا .

                                                                          وروى له النسائي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية