آ . (18) قوله : وازرة    : أي : نفس وازرة ، فحذف الموصوف للعلم [به ] . ومعنى تزر : تحمل أي : لا تحمل نفس حاملة حمل نفس أخرى . 
 [ ص: 222 ] قوله : وإن تدع مثقلة  أي : نفس مثقلة بالذنوب نفسا إلى حملها . فحذف المفعول به للعلم به . والعامة " لا يحمل   " مبنيا للمفعول و " شيء " قائم مقام فاعله . وأبو السمال   وطلحة   - وتروى عن  الكسائي   - بفتح التاء من فوق وكسر الميم . أسند الفعل إلى ضمير النفس المحذوفة التي جعلها مفعولة لـ " تدع   " أي : لا تحمل تلك النفس المدعوة . " شيئا " مفعول بـ " لا تحمل   " . 
قوله : ولو كان ذا قربى   [أي : ] ولو كان المدعو ذا قربى . وقيل : التقدير : ولو كان الداعي ذا قربى . والمعنيان حسنان . وقرئ " ذو " بالرفع ، على أنها التامة أي : ولو حضر ذو قربى نحو : " قد كان من مطر " ، وإن كان ذو عسرة   . قال  الزمخشري   : " ونظم الكلام أحسن ملاءمة للناقصة ; لأن المعنى : على أن المثقلة إذا دعت أحدا إلى حملها لا يحمل منه شيء ، ولو كان مدعوها ذا قربى ، وهو ملتئم . ولو قلت : ولو وجد ذو قربى لخرج عن التئامه " . قال الشيخ : " وهو ملتئم على المعنى الذي ذكرناه " . قلت : والذي قاله هو " أي : ولو حضر إذ ذاك ذو قربى " ثم قال : " وتفسير  الزمخشري   " كان " - وهو مبني للفاعل " يوجد " وهو مبني للمفعول - تفسير معنى ، والذي يفسر النحوي به " كان " التامة هو حدث وحضر ووقع " . 
قوله : بالغيب   " حال من الفاعل أي : يخشونه غائبين عنه ، أو من المفعول أي : غائبا عنهم . 
قوله : " ومن تزكى   " قرأ العامة " تزكى " تفعل ، " فإنما يتزكى   " يتفعل . وعن  [ ص: 223 ]  أبي عمرو   " ومن يزكي " " فإنما يزكى " والأصل فيهما : يتزكى فأدغمت التاء في الزاي كما أدغمت في الذال نحو : " يذكرون " في " يتذكرون "  وابن مسعود   وطلحة   " ومن ازكى " والأصل : تزكى فأدغم باجتلاب همزة الوصل ، " فإنما يزكى " أصله يتزكى فأدغم ،  كأبي عمرو  في غير المشهور عنه . 
				
						
						
