الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (28) قوله : ذلك : فيه وجهان ، أحدهما : أنه مبتدأ و " جزاء " خبره . والثاني : أنه خبر مبتدأ محذوف أي : الأمر ذلك و جزاء أعداء الله النار جملة مستقلة مبينة للجملة قبلها .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " النار " فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنها بدل من " جزاء " ، وفيه نظر ; إذ البدل يحل محل المبدل منه ، فيصير التقدير : ذلك النار . الثاني : أنها خبر مبتدأ مضمر . الثالث : أنها مبتدأ ، و لهم فيها دار الخلد الخبر . و " دار " يجوز ارتفاعها بالفاعلية أو الابتداء .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فيها دار الخلد يقتضي أن تكون " دار الخلد " غير النار ، وليس الأمر كذلك ، بل النار هي نفس دار الخلد . وأجيب عن ذلك : بأنه قد يجعل الشيء ظرفا لنفسه باعتبار متعلقه على سبيل المبالغة ، كأن ذلك المتعلق صار مستقرا له ، وهو أبلغ من نسبة المتعلق إليه على سبيل الإخبار به عنه ، ومثله قوله :


                                                                                                                                                                                                                                      3959 - ... ... ... ... وفي الله إن لم ينصفوا حكم عدل



                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ، والرسول [ ص: 525 ] عليه السلام هو نفس الأسوة . كذا أجابوا . وفيه نظر ; إذ الظاهر - وهو معنى صحيح منقول - أن في النار دارا تسمى دار الخلد ، والنار محيطة بها .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " جزاء " في نصبه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه منصوب بفعل مقدر ، وهو مصدر مؤكد أي : يجزون جزاء . الثاني : أن يكون منصوبا بالمصدر الذي قبله ، وهو جزاء أعداء الله ، والمصدر ينصب بمثله كقوله : فإن جهنم جزاؤكم جزاء . الثالث : أن ينتصب على أنه مصدر واقع موقع الحال ، و " بما " متعلق بـ " جزاء " الثاني ، إن لم يكن مؤكدا ، وبالأول إن كان ، و " بآياتنا " متعلق بـ " يجحدون " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية